هذا هو شعب مصر العظيم الذى يختلف عن شعوب الأرض قاطبة، يتوحد ويلتحم ويقف صفًا واحدًا عندما يناديه الوطن، يترك خلفه كل شىء استجابة للنداء، من أجل نصرة مصر ورفع رأسها عالية خفاقة فى عنان السماء.
فى اليوم الأول للانتخابات الرئاسية، استجابت جماهير المصريين ونزلوا إلى صناديق الاقتراع بشكل يدعو إلى العزة والفخار لانتخاب رئيسهم لأربع سنوات قادمة.
المصريون دائمًا عند حسن الظن بهم، لديهم الإرادة الحديدية والقدرة الفائقة على الحفاظ على وطنهم، لا يخضعون لأى إذعان، وقدسية الوطن لديهم ترتقى إلى العقيدة الثابتة ولديهم إصرار قوى ومتين على ضرورة بناء الدولة وحمايتها من كل الأشرار حتى آخر الزمان.. فبعد عقود طويلة من الزمن كانت السلبية تسود فى كل الانتخابات التى تجرى، فى عهود التزوير والتزييف لإرادة الناخب، تغيرت الأمور تمامًا بعد ثورة 30 يونية، وشارك الشعب بفاعلية شديدة، لأنه يضمن تمامًا عدم اللعب فى صوته أو تزويره.
هذه المشاركة الشعبية فى الانتخابات الرئاسية بمثابة رصاصة فى قلب الإرهاب وأهله الذين يسعون إلى ردة والعودة بالبلاد إلى عصور الظلام والهلاك.. ولذلك لن يمكِّن أى مصرى هؤلاء من تنفيذ أغراضهم الدنيئة.. المصريون كلهم ارتدوا ملابس الميدان، كما جيشهم وشرطتهم ارتدوا الزى العسكرى فى الحرب على الإرهاب ويسطرون بطولات رائعة في اقتلاع جذور الإرهاب، وكذلك المصريون أمام صناديق الاقتراع يسطرون ملحمة وطنية من أجل نصرة الوطن ودرء كل الأخطار التى يتعرض لها.. بهذا الإصرار الشعبى ستجتاز مصر كل المحن وتعبر إلى بر الأمان، وتكون قادرة على مواجهة كل من يتربص بها شرًا أو ضررًا.
بهذا الإقبال الشعبى على التصويت، يتم قطع كل الطرق والسبل على كل المحاولات الإرهابية التى تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار بالبلاد.. تحية لشعب مصر العظيم الذى توحدت إرادته من أجل حماية الوطن ودفاعًا عن ترابه المقدس.
لقد قدم المصريون صورة مشرفة فى ممارستهم للحق الدستورى فى الانتخابات، لأنهم انحازوا إلى الوطن ونصرته، وتصدوا بتصرفاتهم النبيلة لكل من يريد النيل من مصر. لقد قدم المصريون صورة إلى العالم، بأنهم شعب صاحب حضارة عريقة يتشرف بها أمام الدنيا كلها.