رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

إذا تكلم الدكتور محمود محيي الدين في الاقتصاد..  فيجب أن  نحترم كلامه.. وكلامه عن أن مصر الآن هي الأقل ادخاراً علي مستوي العالم يجب أن نأخذ كلامه مأخذ الجد.. ليس فقط لأنه كان من أبرز وزراء الاستثمار في مصر ولكن بسبب موقعه الدولي الحالي، في البنك الدولي..

ودعونا نشرح لماذا مصر الأقل ادخاراً علي مستوي العالم.. والجواب ببساطة بسبب انخفاض ـ بل انهيار ـ قيمة العملة المصرية وقدرتها علي الشراء.. ولاحظوا قيمة الجنيه من  30 سنة ثم قيمته الآن.. وبما أن هذا الجنيه لم يعد يساوي الا عشرة قروش من قيمته من  5 سنوات مثلاً.. فلماذا يدخر المصري الآن..

< لماذا="" يذهب="" الي="" مكتب="" البريد="" ليفتح="" ثم="" يحمل="" دفتراً="" للتوفير،="" كما="" كان="" يفعل="" أيام="" زمان..="" أنا="" نفسي="" كان="" عندي="" دفتر="" توفير="" بالبريد="" وكنت="" حريصاً="" عليه،="" ودائماً="" كنت="" أذهب="" لأضع="" أي="" قروش="" كنت="" أحصل="" عليها..="" ثم="" توقفت="" هذه="" العمليات..="" بسبب="" انهيار="" قيمة="">

ولماذا كان المصري يلهث وراء شهادات الاستثمار التي ابتدعها البنك الأهلي وكانت فوائده تغطي أي نسبة تضخم في الأسواق. الآن لم تعد الفائدة ـ ولو وصلت الي  20٪ تغري أي صاحب مال لأن هذه النسبة لم تعد كافية لتعويض انهيار القيمة..

ثم لماذا كان البعض زمان يلجأ الي شركات التأمين علي الحياة ليحصل علي شهادة يؤمن بها حياة أطفاله.. ليجد الواحد منهم عندما يحتاج مالاً، يجد ما يكفيه عند نهاية المدة شهادة التأمين تسنده وتساعده..

< الآن="" لم="" تعد="" هناك="" أي="" قيمة="" لرقم="" الألف="" جنيه..="" وكان="" ذلك="" رقماً="" مغرياً="" من="" 30="" سنة..="" الآن="" لا="" يكفي="" لشراء="" ما="" يحتاجه="" الواحد="">

وعلينا أن نعترف أن انهيار قيمة النقود يدفع الناس لأحد هذين السلوكين.. الأول إما يشتري أرضاً أو عقاراً وهذا أدي الي ارتفاع أسعارهما بشكل لا يصدقه عقل.. والثاني أن ينفق ما يملك قبل أن تنهار تماماً قيمة الجنيه ويصبح الجنيه بقرش صاغ واحد.. ولسان حال المصري يقول الآن: دعني استمتع بما عندي.. قبل أن أفقد قيمة ما أملك.. وهذا هو سر اقبال الناس علي الحياة وعلي المطاعم. وعلي الملابس.. وكل ملذات الدنيا..

< ويبقي="" السؤال:="" حقاً="" لماذا="" أدخر..="" بل="" أري="" الاقتصاد="" المصري="" هذه="" الأيام="" أشبه="" بقيمة="" المارك="" الألماني="" عقب="" انهيار="" المانيا="" في="" نهاية="" الحرب="" العالمية="" الأولي..="" إذ="" لم="" تجد="" الحكومة="" الألمانية="" أيامها="" الا="" أن="" تلغي="" هذا="" المارك="" "مارك="" حكومة="" فايمار"="" وتصدر="" عملة="" جديدة="" تعترف="" بالواقع="" المالي ="">

وبالمناسبة ـ وبسبب شغف الشعب الألماني علي العمل والانتاج ـ أصبح سعر المارك ـ قبل أن يصبح اليورو العملة  الأوروبية الموحدة ـ هو الأقوي بين عملات الدول الكبري.

< ان="" ابتعاد="" المصري="" عن="" الادخار="" هو="" أبلغ="" رد="" علي="" قوة="" أو="" ضعف="" الجنيه="" المصري..="" ولذلك="" جاء="" كلام="" الدكتور="" محمود="" محيي="" الدين="" ليصيب="" عين="">