رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى احتفال الأسرة المصرية الذى حضره الرئيسان السيسى والبشير، قدم بعض الفنانين أغنية «السودان لمصر.. ومصر للسودان» وقد حملتنى أنغام هذه الأغنية عبر عشرات السنين لأول مرة استمعت فيها إلى هذه الأغنية التى كانت ترنيمة شعبية فى الفترة التى تم فيها استفتاء الأشقاء السودانيين على الاندماج مع مصر فى دولة «وادى النيل» أو إنشاء دولة السودان المستقلة، هذا الاستفتاء الذى انتهى برغبة الأغلبية السودانية فى إنشاء دولة السودان المستقلة.

الأجيال التى عاشت هذه الفترة وما قبلها تحرك فيهم مثل هذه الأغنيات ذكريات عزيزة، وقد حملتنى نغمات هذه الأغنية لفترة لأعيش أجواء هذا الزمن الجميل. وفى نفس الوقت فتحت كلمات هذه الأغنية نوافذ الفكر لأرى على ضوء المصالح المشتركة التى تحكم حركة الدول لأرى مستقبلاً باهراً يتشكل فيه «كيان» يفرض نفسه كقوة كبرى بين دول العالم.

ما يتوفر لهذا الكيان «مصر والسودان» من موارد طبيعية وموقع جغرافى لا يماثله موقع آخر كفيل بأن يضع هذا الكيان فى موقع متميز بين دول العالم، فمصر والسودان بالامتداد والعمق الجغرافى يمثلان بوابة أفريقيا «قارة المستقبل» بكل ثرواتها الطبيعية إلى أوروبا وآسيا وبوابة القارات الأخرى إلى أفريقيا.

والثروات الطبيعية الهائلة التى يملكها السودان تتزاوج مع الخبرات والقوى البشرية فى مصر ليصبح هذا الكيان من أهم مراكز الإنتاج الغذائى فى العالم. وفى هذا السياق أتذكر أننى ذهبت إلى السودان بعد أن قاد الرئيس البشير ثورته بدعوة كريمة من الصديق العزيز الأستاذ على شمو وزير الإعلام آنذاك، وفى هذه الزيارة التى قام فيها فريق إذاعى بتدريب بعض الزميلات والزملاء بإذاعة وتليفزيون الخرطوم طرح الأخ العزيز الأستاذ على شمو فكرة الاستفادة من تزاوج الخبرات المصرية والأرض الزراعية الشاسعة فى السودان ليصبح السودان بالجهود المشتركة «مصر والسودان» سلة غذاء العالم.

وبدورى سجلت هذه الرغبة فى مذكرة تفصيلية إلى الجهات الرسمية فى مصر.. وبعد فترة تلقيت الرد الصادم «انسى هذا الموضوع»، وفهمت طبعاً أن القوى الراغبة فى الهيمنة على القرار المصرى -أمريكا- رفضت السماح لمصر والسودان بالسير فى هذا الاتجاه».

الآن.. أعتقد أن المناخ مواتٍ والظروف مناسبة لتبدأ مسيرة التعاون الجاد الذى يعود بالخير العميم لكل من البلدين، فلديهما كل المقومات التى تجعل منهما «مصر والسودان» كياناً دولياً يمثل مكانة لائقة بين الدول الكبرى.

هذه هى لغة المصالح التى تحكم العالم اليوم فلو أضفنا لها العلاقة شديدة الخصوصية بين شعبى مصر والسودان، فمعنى هذا أن قدرة هذ الكيان على النمو واحتلال المكانة اللائقة بين الدول الكبرى، هذه القدرة تكتسب قوة دافعة هائلة، وعندما تتحقق هذه الآمال بإذن الله فسوف نستمتع بحق بترديد هذه الأغنية الجميلة «السودان لمصر ومصر للسودان».