رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

تكلموا حتى أراكم، اجعلوا قامة مصر عالية وصوتها مسموعًا، اجعلوا العالم بأسره يشهد كيف نبنى نحن المصريين قواعد المجد معًا، التحدى فى مصر أكبر من أى رئيس لكن عمره مهيكون أكبر من المصريين.

الرئيس يتلقى كل يوم تقارير عن الرأي العام لكنه كان يريد أن يسمع الناس بتتكلم فى إيه، فوافق على حوار تليفزيونى أجرته معه المخرجة النابغة ساندرا نشأت، الحوار طرح قضايا كثيرة، تمكنت ساندرا بطريقتها المميزة من توصيل ما يدور فى أذهان الناس إلى الرئيس.

 النماذج التى التقت بها تكلمت فى كل حاجة والرئيس رد على كل منهم فى صراحة تامة.

الناس خائفة من شىء ما، لكنهم تكلموا بصراحة.

 توقفت وأنا أتابع الفيلم التسجيلى عند الرجل الذى قال إن سعر كيلو اللحمة فى الجمعية 85 جنيهًا، وخاف أن يتم اتهامه بأنه إخوانى، فأعلن براءته من الإخوان بأنه مبيصليش، الإخوان محدش بيصدقهم أنا مش إخوانجى، الإخوان كذابون، يقولون ما لا يفعلون.

خوف الناس كان ممكنا فى الماضى، لماذا الخوف الآن، الرئيس يريد من الناس أن تتكلم، وتنزع عنها الخوف المتراكم من الماضى، الرئيس قال بعد استماعه إلى نماذج من المتحدثين المعبرين عن آرائهم: تكلموا زى ما أنتم عايزين، لكن فكروا فى كل كلمة، مثلاً لما يقول واحد مفيش فايدة يبقى هيعيش من غير أمل ولما يقول الأمن هياخذ الناس هيعيش فى حالة أن الناس متتكلمش.. تكلم لكن لا تؤذِ البلد بكلام عنيف.

الرئيس فى حوار من القلب يحرض الناس على الكلام، على المشاركة، من حق الناس تسأل، وتستفسر، الناس سألت وارتاحت، وكل واحد عاد إلى بيته مطمئنا، لم يمسه سوء، الذين سألوا الرئيس عملوا تفاعل جماهيرى، أسئلة هذه العينة كانت فى أذهان عدد كبير، وعندما استمعوا إلى إجابة الرئيس اطمأنوا وبشرهم الرئيس بغد أفضل.

أحد الأسئلة كان عن اقتصاد القوات المسلحة، والرئيس قال إنه فى حدود الـ2٪ من الناتج المحلى المصرى، وليس كما كان يتصور آحاد الناس أنه 50٪ لأن الناتج المحلى المصرى حوالى 4.3 تريليون، فهل تعمل القوات المسلحة 2 تريليون فى السنة؟ النسبة التى تعمل فيها القوات المسلحة بعضها فى المواد الغذائية البسيطة لضبط السوق، سؤال آخر كان عن عدم وجود منافسة حقيقية فى الانتخابات الرئاسية، ورد الرئيس ليس لى ذنب فى ذلك، وكنت أتمنى منافسًا واثنين وثلاثة وعشرة من أفاضل الناس، واختاروا أنتم زى ما أنتم عاوزين، لكن مش جاهزين، الرئيس لم يتوسع فى هذا الموضوع حتى لا يحرج القوى السياسية الموجودة ومش موجودة، الرئيس قال للسائلين: لا يوجد رقيب على الكلام، وهذا ليس سياسة منى، وأجاب عن عدة أسئلة حول الغلاء، والتعليم، والصحة.

ساندرا كانت رشيقة فى طرح أسئلتها التى جاءت فى تلقائية، سألت الرئيس عن عبدالناصر والسادات ومبارك، وقال فيهم كلامًا طيبًا، وتحدث عن نفسه بأنه كان يتمنى أن يصبح ضابط طيار، وكان يتحدث بفخر عن حى الجمالية الشعبى الذى نشأ فيه، وعن بر الوالدين.

الرئيس كشف عن معلومة مهمة تؤكد أن ثورة 30 يونيو مازالت فيها أسرار لم يكشف عنها وهى عدم وجود مؤامرة على الإخوان أطاحت بهم من الحكم، ولكن 30 يونيو كانت مرتبطة برد فعلهم، حيث جرت مفاوضات معهم لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وكان هناك حرص على إجراء دورة سياسية جديدة يخوضون فيها الانتخابات مرة أخرى الحكم فيها للناس، وكان هناك تصور أن يقدروا الموقف الذى كانت فيه مصر ولكنهم رفضوا الانتخابات المبكرة، الإخوان أغبياء طول عمرهم.

الرئيس كان متأثرًا بكلام الناس البسطاء، والإجابة عن الأسئلة، أفضل من أن تستمر علامات استفهام فى الصدور، الشعب أصبح يعرف كل حاجة عشان كدة يقول الرئيس أنا واحد من أبناء هذا الشعب، وسنعمل معا لبناء بلدنا، والإنجاز الذى تحقق هو إنجاز الشعب وليس إنجازى.