رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

سألت المخرجة ساندرا نشأت الرئيس عبدالفتاح السيسي: ما هو العيب الذي تراه في الشعب المصري؟.. صمت.. وفكر.. ثم قال: «يصبروا شوية».

هذا حوار يمس بشكل مباشر ما بدأناه بالأمس، من مناقشة هادئة وموضوعية.. حول إشكالية «المزايدات السياسية والانتخابية» بقضية الأسعار والأوضاع المعيشية الاستثنائية التي تعانيها فئات ليست بقليلة من الشعب.. تحت وطأة إجراءات الاصلاح الاقتصادي الصعبة الجارية.

•• بالأمس

انتهينا إلى نتيجة الاستطلاع الذي أجراه أحد مراكز الدراسات لقياس مدى تأثر جمهور «السوشيال ميديا» المنتمي للطبقة الاجتماعية المتوسطة بإجراءات الإصلاح وغلاء الأسعار.. والذي كشف اقتصار تأثر هؤلاء على بعض الأمور المتعلقة بانخفاض مستوى الرفاهية.. وليست ذات صلة باحتياجات أساسية من سلع وخدمات وغيرها.. رغم أن هؤلاء هم الفئة الأكثر شكوى.. أو قل الأعلى صوتاً بالشكوى لما يمتلكونه من أدوات تعبير وتواصل.

دلالة ذلك التي توقفنا عندها بالأمس.. هي أن هذه التأثيرات يمكن تحملها بالنسبة لهذه الشريحة التي يفترض أنها الأعلى تأثراً بإجراءات الإصلاح.

•• وذلك

لا يعني أن هناك شريحة أخرى.. لم يشملها الاستطلاع لأنها ليست من جمهور «السوشيال ميديا».. تأثرت بشكل مختلف وخصوصاً مع الزيادات المتفاوتة في أسعار أشياء أساسية.. كالطعام والدواء والمواصلات والكهرباء والماء والوقود.. وهؤلاء يمكن تقسيمهم من وجهة نظرنا الى فئتين.. الأولى الأكثر فقراً والأقل تأثراً.. لأن احتياجاتهم وأنماط استهلاكهم وحالاتهم لم تتغير لا قبل ولا بعد 25 يناير  2011 ولا قبل ولا بعد قرارات 3 نوفمبر 2016 (تعويم الجنيه).. وهؤلاء في كل الأحوال تلزمهم برامج وخطط حماية اجتماعية خاصة.. قد نختلف حول مدى كفايتها وجدواها.. لكنها موجودة بشكل أو بآخر.. أما الفئة الثانية فتشمل من هم فوق خط الفقر مباشرة وأكثر تأثرا بإجراءات الإصلاح.. وعددهم أيضاً ليس بقليل.. ولديهم شكاوى لكن قد يكون صوتهم غير مسموع.

•• من هؤلاء

بعض الذين ظهروا في المقابلات السريعة.. والمهمة.. التي أجرتها ساندرا نشأت وعرضتها على الرئيس «السيسي» وتقبلها بصدر رحب ورد على ما أثاره بعضهم.. منهم العامل الذي يرى أن أهم شيء يجب الاهتمام به ويعتبره مقياساً لمدى نجاح جهود الإصلاح هو «المم».. أي الأكل.. ومنهم الذي يشكو من أن لديه 5 أطفال «مش لاقي يأكلهم».. ومنهم الرجل المسن البسيط الذي قال إنه لا يريد شيئاً «إلا ستر ربنا».. ومنهم أيضاً الأم الكادحة التي تقول بمنتهى الرضا: «هو صحيح فيه غلا.. بس مش مشكلة.. هاتعدي إن شاء الله».. وزميلتها التي لخصت الحال في عبارة موجزة بالغة الدلالة هي: «فترة وتعدي عشان الخير جاي».

تأمل ما قاله هؤلاء.. وما رد به الرئيس قائلاً: «نعلم اننا اتخذنا إجراءات تتعب المواطن.. لكن كنا حريصين على ألا تكسر ظهره».. ثم تأكيده على انه اختار الطريق الأصعب.. وهو البناء للمستقبل.. وكان الأسهل هو أن يعمل من أجل وضع حلول مؤقتة للمشاكل القائمة ثم يصدرها لمن يأتي بعده.

•• وتأمل أيضاً

ما رواه الرئيس عن السنوات العشر العجاف التي عانتها مصر بعد نكسة 1967.. حيث تجمد الاقتصاد وتعثرت الدولة.. في حين تحمل الشعب ذلك راضياً من أجل تحرير الأرض واستعادة الواقع السابق.

هل كان هؤلاء أكثر وطنية من جيلنا الحالي؟.. وهل كانوا أكثر وعياً بما ألم بوطنهم من «نكسة» وتعثر لا يقلان بأي حال من الأحوال عما ألم بالوطن بعد 2011.. ذلك الذي لا يطيق بعضنا الآن الصبر من أجل إعطاء الوقت الكافي لإصلاحه؟!

اصبروا.. طلبها الرئيس وهو على مشارف بداية فترة رئاسته الثانية.. وهو على حق في طلبها.. لكن الشعب أيضاً على حق إذا سأل: وإلى متى الصبر؟.. وهل من إنجاز تحقق ليمنحنا ضماناً لنتائج صبرنا؟

••  هذا هو الحديث القادم