رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

 

 

فى مقال الأمس أبديت قلقى وخوفى الشديد من موت أغلب أبناء جيلنا قبل أن يروا مشروع التأمين الصحى الجديد، الذى سوف يتم تنفيذه فى القاهرة بعد 15 سنة، وعلقت على قلقى هذا بمقولة:" موت يا حمار"، والحمار هنا يرمز لمن تجاوز عمرهم الخمسين سنة، لم يعد أمامنا الكثير لكى نعيشه، والحمار أيضا هنا يرمز لكل ما تمنى أبناء هذا الجيل تحقيقه مثل قرار وقانون إصلاح المعاشات الذى ينتظره 9.5 مليون مواطن، حوالى 30 مليون مواطن بأولادهم وزوجاتهم، سمعوا وعودا كثيرة لكنها للأسف ستدرج تحت مقولة الحمار.

والحمار هذا هو ضحية الوعود الوهمية أو التى تتحقق فى غير أوانها، ضرب فى التسويف والمماطلة، وقد دخلت على صياغته بعض التعديلات، الرواية التى وصلتنا ونرددها هى:

" موت يا حمار لما يجيلك العليق»، وفى صياغات أخرى:" على ما يجيلك العليق»، والعليق هو العلف أو الطعام الذى يقدم للحمار، والعلف غالبا ما يكون من الكوزب، والتبن، والبرسيم، والشعير، والفول.

قصة الحمار هذه تعود إلى مئات السنين، لا أحد يستطيع تحديدها، ولا حتى نمتلك أية معلومات عن أول من ضرب المثل، ولا مسقط رأسه، لكنه فى الغالب من فلاحى الدلتا، لأن كلمة العليق كانت من الكلمات التى تستخدم فى قرى الدلتا، وكان الفلاح يضع العليق فى الطوالة بالزريبة لكى يأكل منها الحمار طوال الليل.

ومقولة الحمار مثل سائر الأمثال تبدأ بجملة بسيطة، يتم تداولها، وتتحور، وتتطور فى الصياغة إلى أن تصل لصياغة بسيطة وسهلة وواضحة يمكن تذكرها وتداولها بسهولة، وأقدم رواية وصلتنا من مثل الحمار الرواية التى ذكرها الإبشيهى فى كتابه «المستطرف فى كل فن مستطرف" فى صياغة:" أقعد يا حمار حتى ينبت لك الشعير"، والإبشيهى هو مؤلف مصرى من ابشواى بمحافظة الفيوم، واسمه شهاب الدين محمد بن أحمد بن منصور الأبشيهى أبو الفتح، ولد عام 790 هجرية(1388 ميلادية)، وتوفى عام 852 هجرية (1448 ميلادية)، ونظن أن الإبشيهى تدخل فى صياغة المثل، ونقله من العامية إلى العربية الفصحى.

وللمثل تفسير متداول نسب إلى أحد الحكام، نظنه غير صحيح، وملخصه أن الحمار دخل حديقة الحاكم، فأمر بقتله لأنه لا يعرف البروتوكول واحترام منازل علية القوم، وتدخل أحد الرعايا وطلب منه مهلة عشرة سنوات ليعلمه الاحترام، خلال السنوات العشر إما أن يموت الحاكم، أو الرجل أو الحمار.

على أية حال الحمار وعرفتم أنه مصرى أصيل، وصاحبه فى الغالب فلاح من الدلتا، والمثل ضرب للتدليل على التسويف والمماطلة، وللتعبير عن الوعود التى لا تتحقق فى توقيت احتياجها، ومشروع التأمين الصحى من المشروعات التى ينطبق عليها مثل الحمار، وكل ما نتمناه فى النهاية أن لا يمتد مثل الحمار إلى مشروع إصلاح المعاشات، والمرتبات، وحرية التعبير، والعدالة الناجزة، قولوا: يا رب.

 

[email protected]