ذكريات قلم معاصر
على حزب «الوفد» أن ينتهز فرصة الأربع سنوات القادمة فى الولاية الجديدة وأيضاً انتخابات الحزب فى نفس الموعد.. ويبدأ يستعد لإعادة تاريخه القديم.. يجب أن يعود حزب «الوفد» القديم.. وإن كان سعد زغلول ومصطفى النحاس كانا يكرهان كلمة «حزب»، باعتبار أن «الوفد» (وكيل الشعب).. وإن كان هذا صحيحاً.. فالشعب كله وقَّع على توكيل سعد زغلول ورفيقيه عبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى ليتحدثوا ويتفاوضوا باسم مصر.. حتى الأميون بصموا بأصابعهم العشرة!!
ولكن الدنيا تغيرت ولم يعد الاستقلال وجلاء الإنجليز هو برنامج «الوفد».. وأصبحنا فى دولة مستقلة لها دستور وأحزاب وشعارنا هو الديمقراطية.. والأحزاب هى أساس الملك.. فيلكن «الوفد» هو حزب الأمة.
ولكى نعود إلى «حزب الأمة» هناك خطوات....
بداية يجب أن يكون لـ«الوفد» برنامج حزبى جديد.. وجرىء.. يتفق مع رغبات شعب صبر كثيراً وعانى أكثر وكاد يضيع.. وهذا البرنامج يجب أن يكون جديداً فى كل شىء.
بعد أن نضع هذا البرنامج الجرىء جداً الذى أكاد أقول «غير المعقول»، وإن كان ضرورياً لانتشال الشعب مما هو فيه الآن.. بعد هذا..
بعد هذا يجب أن نفتح أبوابنا ونوافذنا وصدرنا وقلبنا لكل مثقف وطنى ليس له أى انتماء إلا البلد ونضمه للحزب.
«الوفد» طول عمره بل تاريخه يشهد على جذب من يستحق أن يكون فى السفينة «الوفدية» للعبور إلى الشاطئ بل الشواطئ التى نسعى إليها.. الدكتور حامد زكى أستاذ الجامعة كان يكتب مقالات سياسية تحت إمضاء «أبو يوسف» قبل أن يولد يوسف كان يقرأها النحاس باشا، وكان معجباً بآرائه السياسية فقرر ضمه لـ«الوفد»، وفى أول وزارة لـ«الوفد» أصبح وزيراً بغير وزارة لأول مرة فى مصر وكان مكتبه فى مجلس الوزراء... زكى باشا عبدالمتعال أستاذ القوانين المالية فى جامعة فؤاد الأول كتب مقالاً يسخر من ميزانية البلد لأن ليس بها كادر واحد لكل الموظفين.. أصبح وزير مالية حكومة «الوفد» عام 1950، عبدالحميد عبدالحق نائب وفدى من الصعيد قدم مشروعاً لإعانة الفقراء.. مشروع القرش ومعونة الشتاء والقرض الحسن وغيرها.
قرر النحاس باشا إنشاء وزارة جديدة اسمها «الشئون الاجتماعية» ودخل حزب «الوفد» وغيرهم.. وسار فؤاد باشا سراج الدين فى نفس الطريق أذكر منهم وحيد رأفت محامى الأسرة وغيره كثيرون ترك معظمهم الوفد عندما تولى نعمان جمعة رئاسة الوفد، وهو فى نفس الوقت محامى يوسف والى!! طول عمر الوفد يضم رؤساء العائلات الكبيرة فى المحافظات المختلفة قبلى وبحرى وهذا سر اكتساح أى انتخابات.
<>
ولنكن صرحاء..
بعد أربع سنوات الحزب القوى هو الذى سيتولى المسئولية.. هكذا يقول الدستور.. فرصة الوفد كبيرة إذا تحرك بلا خلافات وانقسامات وقام بتغيير نفسه تماماً.. ولنا كلام آخر إذا كان فى العمر بقية.