رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

ومما تسوقه أبواق التآمر والخداع والتضليل من مزاعم حول عزوف بعض الشباب عن المشاركة في الانتخابات.. وفي العمل السياسي بوجه عام.. أن هناك شعوراً عاماً بالإحباط .. ناتجاً عن أن هناك حالة «جمود سياسي» حدثت بعد 30 يونيه.. أدت الى تهميش القوى السياسية الفاعلة.. وأحبطت الشباب.. ودفعتهم لترك العمل العام.

•• هذا ادعاء باطل

فعن أي جمود سياسي يتحدثون؟!.. ألم تكن ثورة الثلاثين من يونيه نفسها حراكَاً سياسيَاً هائلاً بدأ من الشعب.. وما كان له أن ينجح إلا بهذا الشعب؟.. الشعب الذي خرج بكل طوائفه رافضًا النظام السياسي الذي تشكل في البلاد بعد 25 يناير.. من خلال انتخابات ديمقراطية.. رئاسية وبرلمانية.. شاركت فيها كل القوى السياسية.. وفي حياد تام من المؤسسة العسكرية.. ووضعت هذه الانتخابات القوى المدنية ـ التي يشكو بعضها التهميش الآن ـ أمام حقيقتها المؤلمة.. حقيقة إنها أضعف تنظيمياً وجماهيرياً من المنافسة مع قوى «الإسلام السياسي» المسلحة المستترة خلف عباءة الديمقراطية الزائفة!

•• حقيقة لا جدال فيها:

إن الذين رفضوا الإخوان في 30 يونيه.. وفوضوا عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك.. ممثلا للمؤسسة العسكرية.. لإنهاء حكم الجماعة الإرهابية.. كان من بينهم نفس الشباب.. ونفس القوى.. الذين خرجوا في 25 يناير لإسقاط حكم «مبارك».. والذين هتفوا في الميادين «الجيش والشعب إيد واحدة» عندما انحازت القوات المسلحة للثورة.. وهم أيضا- ويا للعجب- الذين هتفوا: «يسقط حكم العسكر» إبان إدارة المجلس العسكري للفترة الانتقالية.. التي انتهت بالنكبة الكبرى للقوى المدنية.. وسقوط الدولة في فخ التنظيم الارهابي العتيد!

•• والمؤكد

أن المشهد المصري  في 30 يونيه.. لم يكن مشهداً انقلابياً عسكرياً مثلما يحاول الكاذبون الترويج له الآن.. بل كان مشهداً ثورياً.. يستمد شرعيته من التفاف كل القوى الشعبية «المدنية» حول القيادة العسكرية.. وتفويض هذه القوى للجيش باستخدام القوة لفرض واقع سياسي جديد.. وفق «خارطة مستقبل» تم تحديد ملامحها بمشاركة جميع القوى السياسية والشعبية.

خارطة طريق اكتملت وفق ما كان مخططاً له.. بوضع دستور للبلاد.. وانتخاب رئيس للجمهورية.. ثم انتخاب مجلس النواب.. تزامناً مع انطلاق مسيرة التنمية.. والإصلاح الاقتصادي والسياسي.. الذي لن يذوق الشعب له طعماً حقيقياً إلا بإصلاح القوى السياسية لذاتها أولاً.. وبانتصار الجيش في الحرب ضد قوى الشر والتدمير والارهاب.

•• من هنا

نقول: إن الزعم بأن هناك تهميشاً لقوى أو فئات سياسية أو اجتماعية بعينها هو محض كذب وافتراء.. وتأكد ذلك بمشهد نزول مئات الآلاف من المصريين في الخارج للمشاركة في الانتخابات الرئاسية الحالية.. من كل الانتماءات والفئات السنية.

أما من لا يريدون المشاركة في العمل السياسي.. والانتخابات.. وخصوصاً من بين الشباب الذين يصفون أنفسهم بـ«الثوريين» .. فحقيقة الأمر أنهم هم الذين اختاروا طريق التهميش لأنفسهم.. لأنهم وقعوا فريسة لوهم أنهم «أصحاب الثورة» الأحق بالحكم.. وهي نفس خطيئة «الإخوان» التي قضت عليهم إلى الأبد.