رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

من دواعى سرورى.. أننى التحقت بجريدة الوفد قبل ثلاثين عاماً مضت.. عاصرت فيها عمالقة يفخر الإنسان بالانتماء إليهم.. والعمل تحت رئاستهم.. وبالطبع كان على رأس هؤلاء جميعاً.. أستاذنا الراحل مصطفى شردي.. والذى كانت الجماهير تتلهف على قراءة كلماته النارية كل أسبوع.. وكأنها تترقب الحفلة الشهرية لأم كلثوم!!

وكان من عظمة هذا الرجل.. أنه اشترط قبل قبوله منصب رئيس التحرير لهذه الصحيفة الوليدة.. ألا تكون نشرة حزبية للحزب.. وأن تكون صحيفة شاملة..يجد فيها القارئ المصرى.. كل ما يبحث عنه من أخبار وموضوعات الساعة!!

وكان من حسن حظنا أيضاً.. أننا عملنا تحت رئاسة رئيس حزب عملاق.. هو فؤاد سراج الدين.. وهو صاحب الفضل الأول بعد الله سبحانه وتعالى.. فى إعادة الوفد إلى الحياة مرة أخرى.. ليواصل دوره النضالى والذى استمر لأكثر من مائة عام كاملة.. ليكون الوفد بحق أقدم حزب سياسى فى الشرق الأوسط كله.. وليس فى مصر وﻻ المنطقة العربية فقط.

المهم أن الباشا لم يكن أبدا أقل تفتحًا.. من رئيس تحرير جريدته الجديدة..بل كان مدركاً أن الصحيفة الحزبية التى تتحول إلى نشرة للحزب وأخباره.. لن يقرأها أحد وستولد ميتة.. فطلب الباشا من الراحل مصطفى شردى ألا تزيد أخبار الحزب على 1% فقط من مساحة الجريدة!!

ونظراً لأن شردى أراد أن يحقق نجاحاً حقيقياً فى صحيفته الوليدة.. فقد فتح الباب على مصراعيه لصحفيين من كل التيارات السياسية.. فضم إلى فريقه الماركسى والناصرى والليبرالي.. ولم يشترط أبدا أن يكون الصحفى عضواً بالحزب.. المهم أن يكون موهوبًا.. ويمتلك أدواته جيدا.. ومن هنا جئنا للعمل فى الوفد.. والتى بدأت أسبوعية.. ثم أصبحت يومية بعد النجاح المدوى الذى حققته.. تحت رئاسة شردى.. وكوكبة من الأساتذة من ألمع نجوم الصحافة!!

قد تسألوننى لماذا أسرد هذه الوقائع الآن؟!

فأقول لكم إن المناسبة.. هى مرور 31 عامًا على صدور الوفد اليومى.. وانتخابات الوفد التى تجرى الآن!!

فهذه الانتخابات.. والتى تجرى فى جو ديمقراطى جميل.. يتنافس فيها العديد من المرشحين.. من الأسماء اللامعة.. كل واحد فيهم يسعى بأمانة وشرف للجلوس فى مقعد سعد زغلول.. لا أحد يلجأ إلى الضرب تحت الحزام.. كل واحد يقدم نفسه لجماهير حزبه.. دون أن يطعن فى منافسيه.. الفرص متقاربة بين كل المرشحين.. ولا أحد حتى هذه اللحظة يستطيع أن يتنبأ باسم الفائز.. وهذه لعمرى قمة الديمقراطية!!

وهكذا يقدم الوفد لمصر.. وللعالم كله نموذجاً ديمقراطياً يليق بالوفد.. وتجربته السياسية والتى امتدت لأكثر من مائة عام!!

أدعو الله أن يولي من هو قادر على قيادة الوفد لبر الأمان.. والقادر على تجميع شمل الوفديين.. كما أوجه شكرى لكل من قاد سفينة الوفد طوال تاريخه.. واجتهد لرفعة شأنه!!

ورغم أننى لست عضواً بالوفد.. إلا أننى فخور بالعمل فى جريدته.. وأتمنى أن يعود الوفد وجريدته.. لقيادة هذه الأمة من جديد.