عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

هل خرجنا أخيراً من «عنق الزجاجة»؟، هل نحن فى طريقنا إلى الخروج من عن الزجاجة؟ هل الشعب المصرى بعد أكثر من 60 سنة سيقف على حافة الزجاجة؟

لم أصدق عينىَّ عندما قرأت ما نسب إلى رئيس الحكومة المهندس

شريف إسماعيل منذ يومين، قال: «لقد خرجنا من عنق الزجاجة»، فركت فى عينى، ارتديت نظارة القراءة: «خرجنا من عنق الزجاجة».

بصراحة لو كان الشريف صادقاً في تصريحاته، سوف تكون هذه الحكومة قد حققت حلماً بل كابوساً عشنا فيه عشرات السنين، منذ أن وعيت على وش الدنيا، ومنذ أن بدأت أعى وأفهم وأتابع، ونحن نعرف أننا نعيش فى زجاجة، فى فترات يقال إننا نعيش فى قاعها، وفى فترات أخرى يقولون: إننا محشورون فى عنقها، وفى كل الحالات كانوا يطالبوننا بأن نربط الحزام، والحزام هنا ليس حزام السيارة أو حزام الطائرة، بل حزام الوسط، الحزام الذى كان يربطه العرب قديماً على بطونهم، ويشد الفقراء وثاقه؛ لكى لا يشعروا بألم الجوع.

في بعض الفترات كانوا يشيعون في وسائل الإعلام، أننا على وشك الخروج من العنق، وأننا خلال سنوات بسيطة يمكن أن نخفف ربطة الحزام، وقد نحله بشكل نهائى ثم «نئب» على حافة الزجاجة، وتمر الأيام والسنون، والعمر راح إننا «نئب» ما فيش فائدة، مرة فى القاع وأخرى فى العنق، إلى أن شعرنا باليأس تماماً، ولم نعد نفكر حتى فى التحرك داخل الزجاجة.

اليوم رئيس الحكومة يصرح للصحفيين، فى إطار حديثه عن الموازنة الجديدة، بأننا بعون الله وفضله: «خرجنا من عنق الزجاجة»، ومتى؟ وكيف؟ ولماذا لم نشعر- نحن المحشورين- فى القاع والعنق، أننا ما زلنا داخل الزجاجة؟ نفس الهواء العفن، والمياه الراكدة، والحزام المشدود، والعجز، والغلاء، والحرمان، وطابور البطالة، وضعف المرتبات والمعاشات، وعدم القدرة على تسديد فواتير الخدمات، الكهرباء، العلاج، التعليم، لماذا لم نشعر بالهواء النقى الموجود خارج الزجاجة؟

قلت فى نفسى: يا ولد يا أستاذ علاء ارجع لنص تصريح رئيس الحكومة، وشوف كيف ذكر سيرة الزجاجة وعنقها؟ عدت لبعض الصحف، واكتشفت أن خروجنا من عنق الزجاجة، ذكر فقط فى: اليوم السابع، المصرى اليوم، الوطن، وسائر الصحف لم تذكر الزجاجة من قريب ولا بعيد، عدت إلى المواقع الخبرية، اتضح أن موقع اليوم السابع هو أول من ذكر الزجاجة فى خبر للزميلة هند مختار، وتم بث الخبر على الموقع فى الساعة الرابعة و25 دقيقة، وذكرت فى أخر جملة بالخبر على النحو التالى: «ومصر استطاعت الخروج باقتصادها من عنق الزجاجة»، اتصلت بالزميل سامى الطراوى، محرر مجلس الوزراء بالجريدة، وسألته عن عنق الزجاجة، هل: عمك إسماعيل ذكرها فى المؤتمر الصحفى؟ نفى تماماً ذكرها، قلت له: يمكن كنت سرحان، أو بتكلم زميلتك اللى جنبك، قال لى أبداً، لكن فى نهاية المكالمة قال: يمكن قالها لبعض الصحفيين الذين كانوا يقفون معه بعد المؤتمر.

الحقيقة موضوع عنق الزجاجة هذا ليس بسيطاً، ولا يمكن أن نأخذه من تصريحات جانبية، لهذا نطالب المهندس إسماعيل بأن يعقد مؤتمراً خاصاً لعنق الزجاجة، ويوضح لنا: هل خرجنا؟ هل فى طريقنا للخروج؟ ورجاء أدينا أمارة.

 

[email protected]