رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هى فعلاً بجاحة بريطانية، وتدل على أنها داعمة وبكل قوة لجماعة الإخوان الإرهابية، وإلا فما معنى أن تطلب لندن زيارة محمد مرسى والاطمئنان عليه.. هى فعلاً ينطبق عليها المثل القائل «إن لم تستح فافعل ما شئت»!!.

فما هذا التدخل السافر وغير المنطقى من دولة مثل بريطانيا؟!.. الحقيقة أن بريطانيا بهذا التصرف تكشف عن وجهها القبيح وغير المبرر على الإطلاق.. ففى الوقت الذى تخوض فيه مصر حربًا ضروسًا تفاجئنا بهذا المطلب الغريب والشاذ..

ما علاقة بريطانيا بالإخوان ومرسى وقيادات الجماعة؟!.. الأمر باختصار شديد أن المشروع الغربى الذى تتبناه الولايات المتحدة وشركاؤها،من صنع بريطانيا ويهدف بالدرجة الأولى إلى زعزعة الاستقرار وبث الفرقة والفتنة والفوضى في البلاد، لتحقيق حلم التقسيم اللعين الذى تسعى إليه لندن.. ألم نقل من قبل أن هذا المشروع بمثابة «سايكس بيكو» ثانية..

ولأن مصر وقفت بالمرصاد لهذا المشروع البشع، فلا غرابة إذن أن تخرج علينا بلاد الانجليز بين الحين والآخر بتقاليع من أجل إثارة الفتنة بالبلاد!!

المصريون يدركون كل هذه الألاعيب الحمقاء، وكم من اجتماعات ولقاءات للتنظيم الدولى للإخوان ترعاه لندن وتسعى بكل السبل والوسائل، لأن تلعب فى شئون الدول.. ولا نكون مبالغين إذا قلنا أن بريطانيا قد أحدثت وقيعة بين مصر وعدة دول تربطها بمصر علاقات وثيقة ومتينة، ولأن فى مصر وعيا سياسيا كبيرا سواء على مستوى الشعب أو القيادة السياسية، مما كان له أكبر الأثر فى تفويت الفرصة على كل هؤلاء المتربصين بالوطن، وتم تضييع الفرصة عليهم فى تحقيق مآربهم الدنيئة.

إذا أردت أن تفتش عن المصائب التى تلفق بالأمة العربية، فلابد أن تدرك أن وراءها لندن،ويخطئ من يظن أن بريطانيا تابعة للولايات المتحدة، بل العكس تمامًا فالتابع الحقيقى هو واشنطن، لأن الرأس المدبر لكل المصائب التى تلحق ببلاد العرب وراءها بريطانيا، بالاشتراك مع عدد من البلاد الغربية.. ولا تزال ثورة 30 يونيو تسبب صداعًا فى رأس متآمرى المشروع الغربى الخاص بالتقسيم، فمصر بكرم من الله ووعى شعبها فوتت تمامًا الفرصة على هؤلاء فى تحقيق مآربهم الدنيئة، ومن يومها وتحدث الوقيعة وبث الشائعات والفتن، وأخيرًا هذا الطلب الغريب من تدخلها فى شأن مصرى داخلى، بطلب زيارة «مرسى» المتهم بارتكاب جرائم جنائية فى حق الكثير من المصريين!!..

إذا كانت بريطانيا حريصة على تطبيق حقوق الإنسان فماذا فعلت تجاه الفتاة المصرية «مريم» التى لقيت حتفها، ولم تفتح لندن تحقيقًا فى هذا الشأن حتى الآن رغم الجرم البشع الذى وقع على الفتاة داخل بلاد الإنجليز، هذه تصرفات حمقاء وهذا أقل وصف لها!!.. ويخطئ من يظن أن المتآمرين على مصر تراجعوا فى مخططاتهم الشيطانية، بل هم مستمرون فيها وبأكثر مما مضى، خاصة بعد الضربات القاصمة التى توجهها مصر إلى كل بؤر الإرهاب وجماعات التطرف ومن بينها جماعة الإخوان الإرهابية، التى تتبنى بريطانيا أفكارها وتتعاطف معها، وليس حبًا فى الجماعة، ولكن هذه الجماعة أداة من الأدوات المستخدمة ضد مصر.

ولذلك أطالب بضرورة أن يكون هناك رد مصرى قوى ضد هذا العبث البريطانى الذى لا يرضى به أى عاقل.. ومن هذا المنبر أناشد الخارجية المصرية أن يكون ردها مفحمًا، ويرفض بشدة هذا التدخل البريطانى السافر، خاصة أن هذا التدخل بشأن مجرم إرهابى ارتكب أعمالاً إجرامية فى حق الوطن والمواطن المصرى.

كلما تثبت مصر مكانتها داخليًا وخارجيًا نفاجأ بمثل هذه الألاعيب الشيطانية، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وليظل الحديث عن جماعة الإخوان الإرهابية قائمًا، فى حين أن القاهرة وحتى كتابة هذه السطور تتعامل مع مجرمى الإخوان بالقانون ولا تحيد عنه، فهذه الجماعة وقياداتها، ارتكبت فى حق الشعب المصرى الكثير من الجرائم، ورغم أن إبادتهم واجبة ولابد أن تتخلص منهم البلاد لوقف شرورهم، إلا أن ما تشهده المحاكم المصرية لا يزال شاهدًا على تمسك مصر بالقانون.. ورغم ذلك أيضا نفاجأ يمثل هذا المطلب البريطانى الغريب.

وبالمنطق والعقل والأديان لابد على الجميع أن يعترف بالموقف المصرى الرشيد الذى يتبنى الحرب على الإرهاب نيابة عن العالم وبخلاف ذلك يكون المتخاذلون هم من وراء هذا الإرهاب، بل يزيد الطين بلة أن نجد دولة كبرى مثل بريطانيا تطلب هذا المطلب الغريب من مصر بزعم الاطمئنان على مجرم فى حق شعب عظيم.. أليس فى هذا ما يستثير النفوس، ويكشف عن سر المشروع الغربى ـ الصهيونى الهادف إلى اسقاط مصر والأمة العربية جمعاء؟! ولا أعتقد أن هناك تفسيرًا آخر لمثل هذا المطلب البريطانى الغريب.