رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لله والوطن

 

 

 هذه ليست انتخابات رئاسية.. بمعناها المباشر.. حيث ينزل الناخب ليختار رئيساً من بين المترشحين.. فنتيجتها معلومة.. ومحسومة.. وكان يمكن للكثيرين أن يمكثوا فى  بيوتهم.. يتابعون كل مراحل الانتخابات.. تصويتاً وفرزاً وإعلاناً لاسم الفائز.. الذى  يخوض الانتخابات بلا منافسة حقيقية.. حتى لو كان ترشح ضده 20 آخرون.. ولن يضيره مطلقاً كم عدد من انتخبوه؟.. وكم بلغت نسبة التصويت؟.. فكل ذلك لا قيمة له من الناحية القانونية.. إنما تكون العبرة بالنتيجة النهائية.. والاختيار.. وصحة الإجراءات.

وكان يمكن لهؤلاء أن يتأثروا بسهولة ويستجيبوا لدعوات المقاطعة، والتشويه والتضليل التى استهدفت الانتخابات الرئاسية المصرية بشكل مكثف.. وسافر.. طوال الفترة السابقة لها.. من دول وأجهزة ومنظمات مشبوهة.

.. لكن

ماذا يعنى هذا الذى شهدته السفارات والقنصليات ومراكز الاقتراع المصرية فى  الخارج طوال الأيام الثلاثة الماضية التى كانت مخصصة للتصويت؟.. وماذا يعنى هذا الإقبال الذى شاهدناه بالصوت والصورة والطوابير الطويلة والاحتفاليات التى شارك فيها عشرات الآلاف من المصريين في الخارج.. رجالاً ونساءً وأطفالاً.. ذهبوا بكامل إرادتهم إلى لجان التصويت.. وتحملوا المشقة.. وبعضهم سافر مئات الكيلومترات ليصل الى اللجنة.. ويضع صوته فى صندوق انتخابات محسومة أصلاً؟!.. وماذا يمكن أن نسمى هذا الذى حدث؟!

أين ذهبت تحركات «الخلايا العنقودية الإخوانية» في لندن وباريس وواشنطن وغيرها من الدول الغربية والعربية؟.. وأين ذهبت منظمات وحركات وجمعيات «السبوبة السياسة» التى تشكلت وتحركت من أجل إفساد الانتخابات.. مثل حركات «غربة» و«وطن للجميع» و«ومركز العلاقات المصرية الأمريكية» و«جمعية المصريين فى  الخارج من أجل الديمقراطية».. وغيرها من «صبيان جون ماكين» وآلته التآمرية الخبيثة؟!

وأين ذهبت «أبواق إعلام الفتنة والخيانة» القطرية والتركية ومرتزقتها الذين ظلوا يستجدون الناس ويحثونهم على مقاطعة الانتخابات من أجل إحراج الدولة المصرية.. ومن أجل إرضاء أسيادهم الذين يغدقون عليهم الأموال ثمناً لشرفهم وضمائرهم وأعراضهم وكرامتهم ورجولتهم.. إن كانت قد بقيت لديهم رجولة؟!

.. كلهم سقطوا

كلهم فشلوا.. كلهم خابوا وانكشفوا.. أتدرون لماذا؟

لأن المصريين فى الخارج.. وهذا ما سيحدث فى الداخل، أيضاً، بكل تأكيد.. لم يذهبوا إلى اللجان لينتخبوا رئيساً.. بل ذهبوا لاستكمال مهمة وطنية بدأوها فى  25 يناير عندما أسقطوا.. بإرادتهم ووطنيتهم.. حكم دولة الفساد والتزوير والانحطاط السياسى.. وواصلوها في 30 يونيو عندما أسقطوا أيضاً.. بعزيمتهم وقوتهم.. حكم دولة الإخوان الفاشية.. واستردوا وطنهم من الاختطاف على أيدى تنظيم إرهابى دموى لا يصون حرمات ولا يحترم إرادة جماهير ولا تعنيه الهوية الوطنية، ولا يؤمن بشعوب أو حدود أو أوطان.

.. وطنية المصريين أسقطتهم

فضحت خيانتهم وضعفهم وضآلة وزنهم.. وأخرست ألسنتهم.. وعلمتهم من جديد أن المصرى الإنسان الوطنى بطبيعته وغريزته وتاريخه أكبر من كل مؤامراتهم.

.. وعلمتهم هذه الانتخابات أن المصرى عندما يشعر أن وطنه في خطر يهون عليه كل شىء.. وينسى كل آلامه وأوجاعه.. وأن هذا المصرى الذى يتحدى الآن دعوات ومؤامرات المقاطعة لا يقل وطنية عن شقيقه أو ابنه الشهيد في ساحات الحرب ضد الإرهاب.