عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دعوة

وفاة التلميذة المصرية مريم عبد السلام بعد اعتداء ذي طابع عنصرى فى بلاد الانجليز، يضع الحكومة المصرية علي المحك، ويظهر مدى قوتها فى التعامل مع الاطراف الخارجية لان هذه الحادثة وفقا للمعلومات، ليست هى الاولى لحوادث ضد مصريين وكل مرة تقول الحكومة المصرية بناء على تقارير السفارة المصرية بأنها حوادث جنائية وهو ما ردده السفير المصرى فى البداية لكن التحقيقات واقوال الشهود أثبتت ان الاعتداء على مريم من زميلاتها كانت له أبعاد عنصرية وهنا تكون القضية.

وكلنا يعلم ان دول أوروبا فشلت فى مواجهة الجماعات العنصرية، وفشلت فى الحد من جرائمهم وتحاول إخفاء كل هذه الجرائم وتوجه التحقيقات فيها الى انها جرائم جنائية!! وهو ما يريح دائما حكومتنا وحكومات الضحايا من البلدان العربية والإسلامية الاخرى، لأنهم ببساطة «لا يريدون دوشة» كما يقال دائما والحفاظ على علاقات الإخوة والصداقة وهم جميعا لم يحافظوا عليها عندما سقطت الطائرة الروسية، وكان أول من أعلن انها أسقطت بعمل ارهابى هو رئيس وزراء بريطانيا، وهو اول من بادر بوقف الرحلات السياحية الى مصر وتلاه كل دول أوروبا طبعا مع روسيا.

 وبريطانيا التى تؤوى جماعات الارهاب والتطرف وتؤوى المناوئين لكل الشعوب العربية وتترك لهم العمل بحرية ضد دولنا وتنفيذ المؤامرات ضد الشعب المصرى والشعوب العربية الاخرى، وهى الدولة التى استعمرتنا قرنا من الزمان ونهبت خيراتنا ولم تعوضنا بجنيه واحد عن هذه الحقبة السوداء، وطالبنا مرارا و تكرارا بأن نقاضى الحكومة البريطانية للحصول على تعويضات عمن سقطوا برصاص الاحتلال الإنجليزى وتعويضنا عما تم نهبه منا من خيرات إلا ان الحكومات المصرية تتبع سياسة « مش عاوزين دوشة».

 بريطانيا الآن هى من تحاول إخفاء معالم جريمة قتل هذه التلميذة التى تبلغ من العمر 14 عاما وكل ذنبها انها مصرية واسمها مريم وتلعب النيابة العامة دورا فى إخفاء معالم الجريمة فمن اعتدى عليها 10 فتيات لم يتم القبض عليهن او استجوابهن حتى الآن وتم القبض كما تشير التقارير على فتاة واحدة، فالنيابة العامة هناك غير مستقلة وتخضع لسيطرة رجال الأمن وتعامل السفارة المصرية مع الحادث تعامل وظيفى، وليس تعامل ممثل للشعب المصرى وكنت أتمنى من الحكومة أن ترسل فور وقوع الحادث وفدا قضائيا لمتابعة الحادث وسماع اقوال الطالبة والمشاركة فى التحقيقات أسوة بما تم معنا فى حادث ريجينى.

 قضيه مريم محك حقيقى أمام الحكومة وعليها تحويل الشعارات التى ترفعها الى افعال وعليها ان تعيد حق هذه الفتاة، وحق كل مصرى يهان فى أى أرض واى مكان، على الحكومة ان ترسل رسالة الى الجميع ان دم المصريين ليس رخيصا وان عهد الصمت قد انتهى.

 ففى هذه الايام انتهى عهد الدبلوماسية الناعمة وانتهى عهد التفاوض ذي النفس الطويل. فدرس روسيا وايطاليا قريب وهى دروس بان الصوت العالى والاجراءات الحاسمة هى التي تحكم العلاقات الدولية الآن أما العمل الهادئ والحوار طويل الامد فقد انتهى ونحن لدينا ادوات ضغط كبيرة علينا استخدامها لاستعادة حقوقنا من كل دولة او جهة أو شخص يحاول الإضرار بنا.

فقد رأينا كيف تعاملت روسيا معنا وقطعت السياحة الروسية وهى السياحة التى كانت منذ سنوات نعتبرها سياحة رخيصة لا قيمة لها وكيف تعاملت معنا ايطاليا فى قضية تحدث كل يوم الف مرة وكيف فرضت علينا شروطا وصلت الى حد الإذعان ونحن نسينا حادثة طائرة مصر للطيران التى سقطت فى البحر، وكانت قادمة من فرنسا ولا نعلم الى اين وصلت التحقيقات فيها ونسينا المصريين الموجودين فى سجون أوروبا، وكل تهمهم أنهم مسلمون  وأخاف ان ننسى الآن واقعة مريم الطفلة البريئة ضحية دولة عنصرية تؤوى الإرهاب.