رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

 

العنوان أعلاه لا علاقة له بالمسرحية المعروضة الآن على خشبة  المسرح القومى تحت عنوان «اضحك لما تموت» من تأليف لنين الرملى وإخراج  عصام السيد،  لكن علاقته هى بمسرحية أخرى فاشلة تجرى أحداثها  فى واشنطن،  وبطلها هو الرئيس الأمريكى ترامب،  وتبعث  بدورها على الضحك لكنه ضحك كالبكاء،  بالنظر إلى الصدمات التى يلقى بها  بشكل مفاجئ  فى وجه شعبه ووجه العالم، منذ فوزه غير المتوقع  فى الانتخابات الرئاسية، على منافسته  هيلارى كلينتون   قبل نحو أربعة عشر شهرا. والحق إقول إن موقفى من تلك الانتخابات كان يبعث بدوره على الضحك، إذ إننى لم أكن أرغب فى نجاح كلينتون،  ولم أكن أؤيد ترامب، فقد  كنت مثقلة بالخديعة  التى منيت بها مع غيرى من المصريين والعرب فى العهود التى قطعها الرئيس الديمقراطى  أوباما فى جامعة القاهرة لحل القضية الفلسطينية، ودعم استقرار المنطقة ،  وقد ذهبت  برمتها أدراج الرياح.  

كما لا يغيب  عن مخيلتى ابدا مشهد كلينتون وهى تقف على مدخل درج وزارة الخارجية أثناء ثورة يناير عام 2011 موجهة  خطابها إلى الرئيس الأسبق مبارك مطالبة إياه، بغطرسة  مستعمر قارح، بالرحيل عن السلطة فورا بمقولتها الشهيرة  :now means now.!

وعلى مدار 14 شهرا كانت الحقيقة المؤكدة فى عهد ترامب هى  حالة الارتباك التى سيطرت على إدارته وتجلت فى إقالته لمستشار الأمن القومى  ونائبة مستشار الأمن القومى  وعضو مجلس الأمن القومى والمسئول الإعلامى  للبيت الأبيض ورئيس موظفى البيت الأبيض  ومدير الاتصالات،  ومستشار الرئيس للشئون الاستراتيجية واستقالة  مستشاره للشئون الاقتصادية وصولا إلى الإقالة الأخيرة لوزير الخارجية ريكس تليرسون  الذى فسرها ترامب لمحطة فضائية أمريكية بأنه وحده من يحدد السياسة الخارجية الأمريكية  لأنه الشخص الوحيد المهم كما قال.

وكان تليرسون قد علم بطرده من الخارجية  من مكالمة هاتفية تنصحه بقراءة تغريدة لترامب،  يعلن فيها إقالة وزير خارجيته وتعيين رئيس وكالة المخابرات الأمريكية مايك بمبيو مكانه، واختيار  جينا هاسبل  نائبة بمبيو رئيسة لوكالة السى آى أيه،  وهى المرأة التى يحفل سجلها بتاريخ مشين من تعذيب المساجين داخل أمريكا وخارجها،  وتنشر وسائل التواصل الاجتماعى حاليا صوراً لحفلات التعذيب التى كانت تقيمها، ولفرحها الهستيرى برفع علامة النصر،  وهى تبرك على جسد إحدى ضحاياها ممن سقطوا تحت سياط تعذيبها.

ومن بين الفقرة المضحكة  فى إدارة ترامب طرده لأحد كبار المسئولين فى وزارة الخارجية  لتعليقه على إقالة تليرسون  بما لم يعجبه.

أما أكثر تلك الفقرات إضحاكاً فكانت شخصية  ممثلته فى هيئة الأمم المتحدة،  الصهيونية المتوحشة نيكى هايلى التى تطاردها الصحافة الأمريكية بتهمة علاقة غير مشروعة مع ترامب، والتى تدربت على أن دبلوماسية إدارة النقاش فى الهيئة الدولية هى التشليق والردح لا سيما إذا  ما تعلق الأمر بحقوق الشعب الفلسطينى.

فهى تتصرف كناظر المدرسة الذى يشخط ويزجر ويتوعد بإنزال العقاب، وبالفعل فقد سبق لها أن هددت الدول التى ستصوت فى الجمعية العامة ضد قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل بقطع المساعدات عنها،  وقالت  إن واشنطن تفعل ما يحلو لها لاختيار موقع سفارتها،  وكافأت من وافق على القرار بدعوة سرية على العشاء فى أروقة البيت الأبيض.

وفى العام الماضى  ذهبت هايلى إلى المشاركة فى المؤتمر السنوى للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية التى تعرف  اختصاراً باسم آيباك،  وهى ترتدى كعباً عالياً لفت أنظار المشاركين،  فقالت لهم بتيه وفخر إنها ارتدت الكعب العالى لا بسبب الموضة ولكن لتضرب به رأس كل من يرتكب خطأ فى حق إسرائيل.

ومازلنا بانتظار مزيد من الضحك الذى يجلب البكاء  على بقية فصول ما يجرى داخل إدارة ترامب من تجديد فى السياسة الدولية لقيادة  بلاده والعالم،  بين الطرد من المنصب بتغريدة،  والضرب بالأحذية لمعارضة إسرائيل!