رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بريق الأمل

تهب علينا نسمات رائحة الورد بكل ألوانه، ونحن على مشارف الربيع الذى يتزامن مع عيد الأم ويوم المرأة العالمى وكأن الورد والربيع والنسمات العطرة لها علاقة روحانية بالأم، وهذا من فضل الله على كل امرأة. وما ميز ربيع هذه السنة بشكل شخصى هو يوم «١مارس» يوم تسلم طلاب الطب فى جامعة طنطا منذ قديم الازل أول وظيفة لهم كأطباء امتياز بعد قضاء ستة سنوات ونصف السنة من الدراسة الطبية الممنوعة من الممارسة المهنية أو من اختيار للتخصص. بداية جديدة ينتظرها كل طالب طب بفارغ الصبر ليبدأ بتحديد ميوله ورغباته المهنية اى نوع من الاطباء يريد ان يكون؟ هل طبيب أكاديمى، ام طبيب تحاليل، ام طبيب باطنى او اطفال، او يجد لديه ميولا جراحية عامة أو تخصصية مثل جراحة التجميل والرمد وجراحة النساء والولادة. وهنا تأتى صدمتى كطبيبة شابة وجدت لديها ميولا لتخصصات الجراحة منذ أول يوم للدراسة فى كلية الطب وتأكدت لديها هذه الرغبة مع بداية الممارسة المهنية وكانت المأساة حال معرفتى بأن الإناث غير مرحب بهم فى قسم الجراحة، وانه فى فترة زمنية ليست ببعيدة كان يتم حرمان الاناث تماما من الالتحاق بأى تخصص جراحى حتى أتت رائدة الجراحة من الإناث فى كلية الطب جامعة طنطا الاستاذة الدكتورة «أمل حشيش» صاحبة تقدير البكالوريوس المشرف وأصرت على اختيار تخصص الجراحة العامة، واجهت عندها العديد من التحديات ولم تأخذ حقها للتعلم ودخول غرف العمليات مثل زملائها من الذكور، ومع موعد امتحان رسالة الماجستير فى الجراحة كانت الدكتورة أمل الاولى على زملائها من الذكور ومع ذلك لم تعتد كلية الطب بكونها الاولى ورفضوا تعيينها فاضطرت الى اللجوء الى القضاء وفى هذه الاثناء سافرت مع زوجها الى أمريكا حيث احترموا قدراتها وتفوقها، وقامت هناك بمجموعة من الابحاث العلمية وبعد ثلاث عشرة سنة أعلن القضاء أحقيتها فى وظيفة أستاذة جراحة بمستشفيات جامعة طنطا لكى تصبح اول سيدة، قدوة وأملا حقيقيا لكل فتاة تجد فى داخلها ميولا جراحية. ولكن ما لا يعقل بعد كل هذا المجهود والمعاناة هو محاولتى علاج أحد المرضى بناء على رغبة والدته التى استنجدت بى حتى استدارت ووجدت أمامها زميلا لى طبيب امتياز من نفس دفعتى فقالت لى «أشكرك يا دكتورة ولكننى أريده هو، فهو رجل انما انتِ فأنثى..!!» اذا قمنا بإحصائية بتقدير طلاب بكالوريوس طب دفعة ٢٠١٦-٢٠١٧ بجامعة طنطا سنجد بها ٢٦٤ طالبا حاصلين على تقدير عام امتياز منهم ١٨٤ أنثى و٨٠ ذكرا، فهل ينبغى بعد تحقيق الإناث لهذا التفوق الدراسى أن نحكم عليهن بالفشل ونُفضل الرجال لمجرد أنهم إناث؟! هل يعقل ان من يحكم علينا بالفشل هم الإناث ذواتهن؟! بمناسبة اليوم العالمى للمرأة فإننى اريد توجيه رسالة توعية الى الإناث أن أسوأ أنواع العنف الموجه تجاه المرأة هو عنف المرأة تجاه المرأة، قد يكون هذا العنف فى صوره تقليلا لقدراتها وإمكانياتها، أو استباحة تعرضها للعنف الأسرى بحجة تقصيرها بأى شكل كان، أو استباحة تعرضها للتحرش اللفظى أو الجسدى لكونها غير محتشمة. اذا لم تدعمن بعضكن البعض ايها الإناث فلا تنتظرى من أبيكِ أو أخيكِ او زوجك ان يدعموكِ ويقدرون أى تضحيات تقومين بها. لم تيأس الدكتورة أمل و هى تحاول تغيير نظام القبول للإناث فى اقسام الجراحة وها أنا لن أيأس من محاولة زيادة الوعى لأهالى المرضى بأن الجراحات من الإناث لديهن نفس المقدرة المهنية كالذكور.