عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

التقرير الذي أصدرته الهيئة العامة للخدمات البيطرية حول عدد حالات العقر من الكلاب الضالة على مستوى الجمهورية، على قدر من الخطورة، وخطورته فى ظنى تعود إلى أمرين،الأول: انتشار الكلاب الضالة بالشوارع، الثانى: ارتفاع حالات الوفاة بسبب العقر أو عض الكلاب.

فقد وصلت حالات العقر، حسب ما نشر فى خبر اليوم السابع، حوالى 398 ألف حالة فى العام الماضى، وهذه الحالات هى التى ذهبت بعد عقرها إلى المستشفيات للعلاج من السعار، وهو ما يعنى أن هناك ما يوازى هذه الحالات اكتفت بتطهير الجرح وعدم الذهاب للمستشفيات، بعض هذه الحالات نجا بحمد الله، والبعض الأخر توفاه الله لعدم تلقيه العلاج، حيث أشار التقرير إلى وفاة 56 حالة العام الماضي فقط.

وقد رصد التقرير معدلات العقر خلال الأعوام السابقة، حيث أصيب عام 2014 حوالي 300 ألف حالة، وتوفى 52 حالة، وفى عام 2015 وصلت حالات الإصابة إلى 324 ألف حالة، وحالات الوفاة 55 حالة، وفى عام 2016 ارتفعت حالات الإصابة إلى 370 ألف حالة، والوفاة 59 حالة.

هذه النسب تدفعنا للتساؤل عن دور الهيئات البيطرية فى الحد من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، لماذا لم تخرج فرق مكافحة الكلاب؟، ولماذا اختفت عربة المكافحة؟، وما هى آلية التعامل مع الكلاب الضالة؟.

خلال فترة الستينيات والسبعينيات كان هناك ما يعرف بـ«الشفخانة»، وهى أقرب للمستشفى البيطرى أو إسطبل لخيل الحكومة أو مركز حجر صحى للحيوانات، أو كل هذه الوظائف، وكان للشفخانة عربة تجوب الشوارع، وهى على هيئة قفص حديدي أو خشبى، أعلى عربة يجرها حصان، يسير خلفها أحد العساكر يحمل بندقية وكرباج بطوق، وظيفته اصطياد الكلاب الضالة من الشارع والحارات، وفى حالة فشله فى القبض عليه وإدخاله إلى العربة، يقوم بإطلاق النار عليه وقتله، ثم يرفع جثته إلى العربة.

وكان رجال الشفخانة على ما أتذكر يقومون بمصادرة الحمير والأحصنة المريضة من عربات الكارو، كما كان العربجية «الحنطور والكارو» يذهبون إلى الشفخانة لمعالجة حيواناتهم، وأبناء جيلنا جميعهم الذين سكنوا الأحياء الشعبية والقرى والنجوع يعرفون جيدا الشفخانة وعربتها، فقد كان اغلب الأطفال والشباب يتبعون بسعادة غامرة عربة الشفخانة خلال تواجدها بالحى لمشاهدة العسكري وهو يصطاد الكلاب أو وهو يقتلها، لماذا اختفى هذا المشهد؟، ولماذا تركنا الكلاب الضالة تعقر أولادنا فى الشوارع؟، وهل وزارة الزراعة أغلقت الشفخانات؟، وإذا كانت الشفخانة مازالت موجودة، فلماذا اختفت عربتها ووظيفتها من الشوارع؟.

استدراك: الشفخانة كلمة تركية، وتعنى مستشفى الحيوانات، وكان بجانبها ما يسمى «العربخانة»، وهى أيضا كلمة تركية، بمعنى حظيرة حيوانات الجر، الحمير والأحصنة، «فندق أو لوكاندة للحمير والأحصنة» كان العربجية يبيتون فيها حيواناتهم، وفيها يقوم عمال العربخانة بتنظيف وتحميم الحيوانات وإطعامها حتى الصباح.

[email protected]