رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

لماذا تتناقص رجال «النخبة المصرية» الكبار.. لماذا حينما نفقد نجماً فى أى مجال لا نجد من يحل محله!!؟؟ فى كل المجالات.. خاصة الحكومية.. سأضرب لهم مثالاً قريباً.

خلا منصبان فى المحافظين!! الإسكندرية والبحيرة.. فتقرر تعيين حمدى عاشور بالإسكندرية ووجيه أباظة بالبحيرة.. قرر وجيه أباظة أن يحول دمنهور إلى مدينة لا تقل عن القاهرة أو الإسكندرية.. قرر بناء أوبرا لا تقل عن أوبرا القاهرة واستاد لا يوجد له مثيل.. كانت مصر أيامها فى الستينيات تعانى نقصاً شديداً فى الأسمنت قبل بناء مصنع الأسمنت مثل مثيله فى روسيا خلال بناء السد العالى.. حمدى عاشور استأذن عبدالناصر فى استيراد سفينتين أسمنت من موسكو.. سافر وجيه أباظة إلى الإسكندرية لكى يستأذن محافظها فى بعض من الأسمنت من أجل الاستاد والأوبرا.. رفض حمدى عاشور لأنه فى حاجة لكل شيكارة!!

<>

قرر وجيه أباظة أن يبنى الأستاد والأوبرا بأى شكل.. وصلت السفينتان وعليهما كمية ضخمة من الأسمنت.. وتم تفريغ السفينتين فى عدة سيارات لورى متخصصة.. ثم اختفت السيارات تماماً.

فى اليوم التالى ذهب حمدى عاشور إلى المكان الذى كان المفروض تخزين الشكاير فيه فلم يجد لا السيارات ولا الأسمنت.. ظن أن السيارات ذهبت إلى القاهرة لترك بعض الأسمنت هناك.. ثم تعود إلى الإسكندرية ولكن اتضح أن السيارات لم تذهب إلى القاهرة قط!!

تم تكليف أمن الإسكندرية بالبحث عن السيارات سواء داخل المدينة أو أى مدن مجاورة أو حتى أى مكان فى صحراء مهجورة.. دون جدوى.. تم تكليف أمن القاهرة أيضاً.. دون جدوى.. علم بذلك جمال عبدالناصر بعد أسبوع كامل داخ فيه رجال الأمن فى كل مصر.. هنا اتصل وجيه أباظة بجمال عبدالناصر وسأله:

- عن ماذا تبحثون؟.. الصحف لا أخبار عندها إلا اختفاء الأسمنت.. السيارات كلها عندى فى الحفظ والصون.

قيل أيامها إن عبدالناصر ظل يضحك لمدة دقائق.. واتصل بعبدالحكيم عامر ليضحك هو الآخر حتى كاد يقع على ظهره..

طلب عبدالناصر من وجيه أباظة أن يركب سيارته ويحضر فوراً.. وتم الاتصال بحمدى عاشور للاتفاق على التقسيم.. قال وجيه أباظة إن من يريد أسمنتاً يأتى إلى مكتبى فى دمنهور لنستضيفه على أعلى مستوى ونعطيه ما يريد بعد أن نحجز ما نريد للاستاد والأوبرا.. وقد كان.

ولكن عبدالناصر أصر أن يعرف كيف استولى وجيه أباظة على كل الأسمنت.

قال وجيه أباظة: رفض حمدى عاشور أن نتقاسم الأسمنت بالاتفاق.. فقررت الاستيلاء على الشحنة كلها.. ببساطة.. ضابطان ركبا فى أول سيارتين من الميناء وتوجهت القافلة كلها إلى دمنهور.. نزل السائقون فى فندق ووضعنا فوق السيارات المشمع.

<>

قالوا لجمال عبدالناصر: بناء استاد وأوبرا على أعلى مستوى فى الأرياف وسط المزارع إهدار للمال العام.. وكان رد عبدالناصر: تقولون هذا لأنكم لا تعرفون وجيه أباظة!!

وبالفعل لم يزر مصر فريق أجنبى إلا ولعب فى دمنهور مع منتخب الأهلى والزمالك.. وطوال الستينيات كانت أبطال فرق النمسا والمجر ويوغوسلافيا تزور مصر طوال الشتاء هرباً من ثلج أوروبا بأرخص الأسعار.. حتى المعجزة البشرية «استانلى ماتيوز» 44 سنة جناح منتخب انجلترا حينما زار مصر بدعوة من جريدة «الجمهورية» أصر وجيه أباظة أن يلعب عنده.. وكان هذا مستحيلاً فقد كان الاتفاق أن يلعب مباراة واحدة مقابل استضافته مع تذاكر الطائرة.. أصر وجيه أباظة وألح وكانت بيننا علاقة عائلية.. فقلت للمرحوم مصطفى البحيرى الملحق بسفارتنا فى لندن والمرافق لماتيوز: هل هذا ممكن؟؟.. عرض البحيرى على ماتيوز أن يقيم يومين فى ريف مصر المشهور فرحب ماتيوز ولعب مباراة شوطاً مع الأهلى وشوطاً مع الزمالك!! رغم أن ماتيوز لعب مباراة اعتزال رأفت عطية بين الزمالك والإسماعيلي!!

أم الأوبرا.. فكل ما تم عرضه بأوبرا القاهرة أو الإسكندرية تم عرضه فى دمنهور.. خاصة مهرجان الموسيقى العربية وكل الفرق الأجنبية أيضاً.. كان وجيه أباظة يشترط الدخول فى الأوبر بالبدلة!! مَنْ من المحافظين منذ أيام محمد على الكبير حتى الآن عمل واحد على مائة مما عمله وجيه.. ألم أقل «النخبة المصرية» تتناقص!!؟