رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

 

 

 

عندما تذكر عبارة صفقة القرن، فإن ترجمتها ستختلف من شخص إلى آخر. فإذا كان الشخص من أهل السياسة والمتابعين، ما عرف على مدى عشرات السنين بقضية الشرق الأوسط، فإن ذهنه سينصرف إلى ما تحمله الأنباء بين الحين والآخر من تصريحات عن عزم الإدارة الأمريكية التقدم باقتراحات لحل القضية الفلسطينية المزمنة والمعقدة على هيئة صفقة متكاملة وصفها الرئيس ترامب، عراب هذه الصفقة، بأنها صفقة القرن. أما إذا كان المتلقى من عشاق كرة القدم فإن ذهنه سينصرف إلى السباق المحموم فى الموسم الحالى لإبرام صفقات الانتقالات الصيفية لنجوم كرة القدم الذين تفوقوا على نجوم السينما شهرة وفلوساً، فعلى المستوى العالمى ما زالت الصفقة التى انتقل بموجبها نجم الكرة البرازيلى نيمار من نادى برشلونة الإسبانى إلى نادى باريس سان جرمان الفرنسى، مضرب الأمثال، حيث تحمل النادى الفرنسى مائتى مليون يورو، قيمة الشرط الجزائى، فى عقد اللاعب مع النادى الإسبانى. ولكن من الواضح الآن أن هذا المبلغ الخرافى لم يكن هباءً منثوراً، إذ يقال الآن إن نفس اللاعب سيباع فى صفقة تبلغ أربعمائة مليون يورو، أما صفقة القرن الكروية فهى السر الذى لم يفصح عنه رئيس أحد الأندية الرياضية الكبرى فى مصر حتى كتابة هذه السطور. وتشير التكهنات إلى أن هذه الصفقة تتعلق بانتقال لاعب مهم من نادى القرن إلى غريمه المنافس، ما يعد انتصاراً كبيراً على النادى الكبير، إن لم يكن على أرضية الملاعب، فليكن فى حمى مزاد شراء اللاعبين. ويتابع جمهور كرة القدم فى مصر هذه المعارك الكروية من المنازل بعد أن حرموا من مشاهدة المباريات فى استادات كرة القدم، مثل بقية خلق الله بسبب سوء سلوك بعضهم الذى بلغ حد إسالة الدماء واستشهاد عدد من خيرة الشباب فى واقعتين حزينتين تثقلان على ضمير الأمة كلما ورد ذكرهما.

أما صفقة القرن السياسية، فما زال صاحبها يتكتم أخبارها حتى كتابة هذه السطور وإن كانت هناك تسريبات تجد طريقها للنشر بين الحين والآخر. ومن مجمل ما تسرب حتى الآن، إضافة إلى تطورات الأوضاع المفضية إليها، يمكن القول إن هذه الصفقة لن تؤدى إلى أى نتيجة مرجوة، فكل المفاوضات ومحاولات الحل السابقة كانت تصطدم بعقبتين كبيرتين وهما وضع القدس التى يتمسك الفلسطينيون، عن حق، بأنها عاصمة دولتهم المنشودة، وحق اللاجئين فى العودة أو فى حصولهم على التعويض المناسب. والآن وقد سبق الإعلان عن الصفقة قيام الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إضافة إلى قطع المساعدات التى تقدم إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الأمر الذى ينبئ بأن الصفقة الجديدة ستخرج إلى النور حاملة معها عوامل فشلها، فالمقدمات تشير بكل جلاء إلى هذه النتيجة. وإضافة إلى ذلك فإن الأجواء السياسية الحالية فى إسرائيل تزيد من تشدد رئيس الوزراء الحالى بنيامين نتنياهو، وتحد من قدرته على اتخاذ قرارات سياسية مهمة فى ضوء التحقيقات المتلاحقة التى تجرى معه فى قضايا فساد. وتشير الأنباء إلى أنه من المحتمل أن تدفع هذه الضغوط المتزايدة نتنياهو إلى إجراء انتخابات مبكرة، وفى هذه الحالة فإنه لن يكون فى وضع يسمح له بتقديم أى تنازلات حتى لا يغضب قاعدته من الناخبين اليمينيين. وهكذا نجد أن مسمى صفقة القرن لن يؤدى فى الحالتين الكروية والسياسية إلى النتيجة المأمولة. بل إن الأمر المرجح أنه سيؤدى فى كلتا الحالتين إلى فنكوش يضاف إلى قائمة الإحباطات التى يمنى بها الناس بين حين وآخر.