عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوى

شرفت أن أكون من المشاركين فى الملتقى الإعلامى العربى للشباب الذى عقد فى مقر جامعة الدول العربية يومى 10 و11 مارس الحالى، والذى تناول الشباب وإعلام المستقبل من خلال جلسات عمل ومناقشات واسعة عن ماذا يريد الشباب من الإعلام واتجاهات الإعلام الحديثة وأخلاقيات الإعلام وقواعد التأهيل الإعلامى للشباب والتجارب الإعلامية وأساليب النجاح الإعلامى ومستقبل الصحافة والمنافسة بين الصحافة الورقية والإلكترونية. وقد أدار المناقشات كوكبة من الإعلاميين البارزين بمشاركة ماضى الخميسى أمين عام الملتقى الإعلامى، والذى أفسح المجال لكوكبة الإعلاميين والمتخصصين للحديث عن مشاكل الإعلام وكيفية حلها وأهمية تجهيز الشباب لإعلام المستقبل.

وقد أسعدنى فى هذا الملتقى أن أتحدث عن ثلاثة محاور مهمة خلال الملتقى حول الصحف الورقية والإلكترونية، وهى محور لماذا انتشرت الصحافة الإلكترونية، والمحور الثانى عيوب الصحافة الإلكترونية، والمحور الثالث ماذا تفعل الصحف الورقية أمام كل المشاكل التى تتعرض لها؟!.. والمعروف أن الصحافة الإلكترونية قد لاقت انتشارًا ورواجًا لأن هناك حرية كاملة يتمتع بها الكاتب والقارئ على حد سواء، وتخطی الصحافة الإلكترونية الحدود الجغرافية محليًا وعربيًا ودوليًا، بالإضافة إلى تخطى حدود القانون والرقابة بخلاف الصحافة الورقية التى تكون قيد التعديل طبقًا لسياسة وتوجهات الناشر سواء كان الدولة أو الحزب أو الأفراد.

وكذلك فإن سبب انتشار الصحافة الإلكترونية أن النصوص بها مفتوحة والتفاعل مباشر بين القارئ والكاتب من خلال التعليقات التى توفرها الصحف الإلكترونية، كما أن التكاليف المالية الضخمة فى إصدار صحيفة ورقية ساعدت فى انتشار الصحف الإلكترونية.

أما عيوب الصحافة الإلكترونية، فهى أن الدول النامية لا تزال بها مشكلة فى القراءة على الشاشة، وقلة الشرعية القانونية، بالإضافة إلى غياب التخطيط وعدم وضوح الرؤية المتعلقة بمستقبل هذا النوع من الإعلام، وكذلك عدم وجود عائد مادى مقارنة بالصحف الورقية التى تعتمد فى الأساس على الإعلان، ولا ننسى فى هذا الصدد أنه يجب على قارئ الصحيفة الإلكترونية أن يكون متصلاً بشبكة الإنترنت، وعدم وجود أو كفاية التشريعات القانونية التى تحكم الصحافة الإلكترونية.

أما ماذا تفعل الصحف الورقية للاستمرار فى الصدور وفى ظل المشكلات الضخمة التى تواجهها ؛ فلابد من تغيير سياسة التوزيع التى لم يطرأ عليها أى تغيير منذ نشأة الصحافة الورقية، ولابد من التجديد فى شكل الصحيفة الورقية، وليس معنى ذلك الاهتمام فقط بعناوين الإثارة فهذه لم تعد تجذب القارئ، وإنما الأمر يتطلب الاهتمام بالصورة ونوعيتها والبعد عن التقليدية واستخدام الرسوم البيانية والجداول والخرائط، ولذلك من المهم استخدام «الجرافيك»، واستخدام الرسومات المعلوماتية التى توضح ظاهرة أو تلخص مجموعة أرقام فى موضوع معين.

وعلى أية حال فإن الصحفى هو الصحفى سواء كان فى صحيفة ورقية أو إلكترونية أو على مواقع التواصل الاجتماعى، وعملية التفرقة هذه يجب أن تزول وتختفى ولا يمكن بأى حالٍ من الأحوال أن تظهر وسيلة إعلامية وتقضى على ما سبقها من وسائل إعلام، لكن من الممكن أن تأخذ أو تجذب جانبًا من القراء على حساب الأخرى، لكن لا تزول أية وسيلة من هذه الوسائل الإعلامية.. والمهم هو التجديد والتطوير بشكل مستمر.

لقد انتهى الملتقى الإعلامى الذى شرفت بأن أكون متحدثًا فيه، بعد مناقشات وعصف ذهنى واسع، وتواصل شديد بين أجيال مختلفة من الإعلاميين، وكان الشباب هو البطل الحقيقى لهذا الملتقى.