رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

أعتقد يا سادة أن ما يحدث فى سيناء الآن لهو ملحمة جديدة يسطرها ليس جيشنا وشرطتنا فقط ولكنها ملحمة كل الشعب المصرى الذى مهما حرضوه أو نشروا الشائعات المغرضة فى وسائلهم المأجورة برسائلهم المسمومة لن يزيدوا الشعب إلا إصرارًا على التحمل والصمود مهما زادت أعباء الحياة، وأثقلت ظهر هذا الشعب وخاصة الشرفاء فيه الذين لا يرضون بالحلال بديلا.. فإن هؤلاء صابرون مرابطون فى ظهر قياداتهم السياسة لا يتاجرون بوطن ولا يتاجرون بآلامهم ولا تسمع لهم صوتًا هم بحق نواة هذا المجتمع المصرى لمستقبل أفضل.. هم من قال عنهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.. الخير فى أمتى ليوم الدين.

يا سادة.. صمت هؤلاء وتحملهم ظروف الحياة التى أصبحت بحق صعبة، لهو خير دليل على أن مصر بخير مهما حاول الطامعون والمغرضون إجهاض مسيرتها وعزمها على استكمال خارطة الطريق التى وضعها لها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه لعزتها ونصرتها والحفاظ على وحدة اراضيها. نعم يا سادة هذه هى مصر، الصبر والجلد والتحمل والإيمان بأن نصر الله قريب مهما طال ظلام الفساد والظلم والقهر لشعبها وتراثها وتاريخها ونضالها على مر العصور.. هى مصر الصامدة أمام المؤامرات التى تحاك ضدها داخليًا وخارجيًا وهى قادرة بإذن الله أن تعبر تلك المحنة التى نعيشها إلى آفاق أفضل، كما عبرت من الهزيمة والنكسة فى 1967 إلى النصر المبين فى أكتوبر 1973.. حقًا مصر تعيش محنة ولكن ما أعظمها محنة تلك التى كشفت عن معدن هذا الشعب الأصيل وأظهرت المتاجرين باسم الدين من أجل السلطة والمتربحين على حس الديمقراطية والمتنطعين على أكتاف الشباب الذى خُدع وصدق كذب مجموعة ضالة من الشباب باعوا أوطانهم من أجل حفنة دولارات.. يا سادة بالله عليكم ماذا يفرق هؤلاء عن الخونة والجواسيس الذين تحكى عنهم أفلام ومسلسلات الثقافة المصرية أيام الاحتلال الصهيونى؟! لماذا لا توجه لهم تهم التجسس والتخابر مع دول أجنبية بعد أن أثبتت تسجيلاتهم الصوتية أنهم تآمروا على مصر هذا الوطن، وكانوا النواة الأولى لتخريب مصر وتقسيمها وتفتيتها.. هل تعلمون يا سادة أن أحد عناصر هؤلاء الشباب ولن أعطى له شرف ذكر اسمه قام هو وأقرانه بحرق المجمع العلمى، الذى يحمل وثائق تاريخية عن خيانة الإخوان..كما أنه قام بارتداء زى الأمن وقام بضرب الفتاة التى كانت تلبس العباءة السوداء أمام مجمع التحرير ليصور أمام العالم أن الأمن يضرب الشعب والفتيات، حتى يؤجج مشاعر المصريين ضد مؤسساتهم الأمنية.. كما أنه هو وأقرانه قاموا بالاتفاق مع الجماعة الإرهابية وكانوا أول من رددوا وهتفوا «يسقط يسقط حكم العسكر»، لأنهم يعلمون أن قوة هذا الشعب فى جيشه وتعلم الدول التى تمولهم أنه بسقوط جيش مصر تسقط المنطقة العربية بأسرها. ألا يعد كل ذلك مبررًا قويًا ودافعًا على خيانة هؤلاء؟!

ولكنها إرادة الله التى كشفت الغمة عن عيون المصريين فانتفضوا وخرجوا بعد أن فهموا تلك المؤامرة فى 30 يونية، وهذا أكبر دليل على فشل المخطط الاستعمارى الأمريكى لشرق أوسط جديد، ولذلك فهم يحاولون بشتى الطرق أن يفشلوا خارطة الطريق المصرية وقوة رئيس اختاره الشعب بعد أن أنقذ وطنه وحماه من جحيم التقسيم ونار الفرقة.. الأمريكان يا سادة قارئون جيدون للتاريخ ويعون عبره وسطوره ويعلمون أن السيسى هو منقذ مصر وأنه المارد الذى خرج لهم من القمقم فهو «أحمس هذا الزمان» و«قطز مصر» و«صلاح الدين الأيوبى العروبة».

يا سادة.. ثورة 25 يناير فجرها الممولون وأنجحها الشعب المصرى الذى خرج بالملايين داعمًا فكرة التحرر من الفساد، وإلا ما خرج مرة ثانية فى 30 يونية لإنقاذ وطنه من يد الإرهابيين والممولين، وما خرج للمرة الثالثة فى 27 يوليو للوقوف ضد الإرهاب.. أما دماء المصريين التى سالت وتسيل فهى فى رقبة النظام الذى كان يحكم ويقول «دمى فداءً للشرعية» وهو لا يعنيه إلا كرسى السلطة الذى تنعم فيه وشعبه يأكل الحصرم!! ضحكوا على الشباب بفكرة الحرية والديمقراطية وهم من ورائهم يكنزون الدولارات، والشباب يموت فى الشوارع والطرقات واسألوا أين كان يعيش من باعوا وطنهم وأين يعيشون الآن وماذا كانوا يرتدون وماذا الآن يرتدون؟!

«همسة طائرة».. أفيق يا شباب مصر، المغرر بك والمخدوع بمعسول الكلام، فالعزة والقوة والحرية فى وحدة وطنك وجيشك ومؤسسات دولتك ضد الطامعين فى أرضك وثرواتك.. أفيقوا قبل فوات الأوان لأن الشعب المصرى قال كلمته ولبى نداء وطنه.. والعبرة بوحدة مصر وعدم تفتيتها..وقد سطر الشعب المصرى ملحمة جديدة سيحكى عنها الزمان قريبا.