رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظرة للمستقبل

في التأنِّي السلامة، وفي العجلة الندامة؛ فالتمهل والتأني، أمور أساسية في تحقيق التميّز والإتقان، ورغم ذلك فالكثير من الناس لا يُعيرون لهما أيَّ اهتمام في مجالات حياتهم المتعدّدة، مفضّلين العجلة والسرعة بدافع استغلال الوقت، وعدم تضييعه، أو فوات الفرص إلى غير ذلك من المبرّرات. وقد بيّن الله عز وجل أنَّ الإنسان عجول بفطرته، فقال سبحانه :{وكان الإنسان عجولاً}. وهذه الآية تبين حقيقة النفس الإنسانيّة التي تحب العجلة والسّرعة وعدم التأني والتمهل في كلِّ ما تريد من أمور حياتها. إنَّ التعجّل والتّسرّع يتنافيان مع التمحيص والدراسة والتفكير، الذي ينبغي أن يتوفر قبل الإقدام على أي عمل، ناهيك عن كونهما تغليباً للأهواء البشرية على حكمة العقل، وصبغ للتصرفات بالتهوّر واللامبالاة، وعدم النظر إلى مآلات الأمور ونتائجها، وهما لا يختصان بأمر دون آخر، بل يشملان كافة مجالات الحياة، ابتداءً من حياة الفرد الخاصة، وانتهاءً بتلك المتعلقة بمصير الأمم والشعوب، والأحزاب والجماعات وغيرها. إنَّ الإنسان الناجح المتميّز، لا بد أن يربّي نفسه على التأني والتمهل في تنفيذ الأمور، وإنجاز المشاريع والأعمال، بحيث يزيّنها بالتفكير والدراسة، والنظر والمشاورة، ولا يطلق العنان لنفسه لتسيّره على هواها، فتهوي به نحو الفشل والإحباط. وقد ورد عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: (لا يزال المرء يجتني من ثمرة العجلة الندامة) ويقول أحد فلاسفة الألمان (لوثر سايفرت): إنَّ من يضبط سرعته لا يصبح أبطأ، بل يضمن تحسين عمله من حيث الجودة والفعالية، وكذلك تحسين حياته الخاصة، وبلوغ المزيد من السعادة. إنَّ البعض قد اتّخذ من شعار التأني والتمهّل، أداة لقتل كل فكرة إبداعية، وكل مشروع طموح، وكل مبادرة جريئة، وما كل هذا إلاَّ لوجود الكسل الذي يحول دون الاطلاع والتحري والدراسة، ناهيك عن استخدامه كشمّاعة لتغطية صور القصور والإهمال والترهّل التي وصل إليها ذلك المُحبِط ذو الدور السلبي الهدّام. الأمر الذي ينشر في محيطه عوامل الضّعف والتراجع والانهزام. إنَّ التأني ملازم لا ينفك عن التأمل والتفكير، وهو أساس التطوّر والتقدّم في الدَّعوات، وفي الصعيد الشخصي والأسري والاجتماعي، بشرط أن يحسن فهمه واستعماله، بالإضافة إلى صحة إعطاء الأمور حقها ونصيبها من التفكير والتأمل. فدائما في التأني السلامة والنجاح وفي العجلة الندامة والفشل.