رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فور ان ترى العين زهرة التيوليب يقفز من خارج مخزن الذاكرة اسم هولندا، والتيوليب عادة تزين واجهات اللوحات الإعلانية التى تروج للسياحة والتجارة لبلاد الأراضى المُنخفضة – هولندا – التى تقع على ساحل بحر الشمال، وتحدها بريًا كل من بلجيكا والمانيا، ويُطلق عليها «بقال أوروبا» نظرًا لحرفيتها العالية فى بيع مُنتجات وسلع الغير من كل حدب وصوب، فهى تسوق كثيرًا مما لا تصنعه فى بلادها وتحقق من ورائه أرباحًا طائلة فى دخلها القومى.

وزهرة التيوليب ليست رمزًا فقط يقترن بهولندا لترويج السياحة والتجارة، بل هو مُنتج أيضًا يغزو العالم، حيث يتم تصديره بالملايين، المُدهش ان تلك الزهرة ليست هولندية الأصل، حيث انتقل هذا النوع من الأزهار إلى أوروبا منذ 400 سنة من الدولة العثمانية التى اشتهرت بذلك، أى هى تركية الأصل، لكنها انتشرت ووجدت عناية خاصة بزراعتها فى هولندا، التى أصبحت رمزًا ومصدر دخل كبير لها، حيث تُصدِّر هولندا منها سنويًا بليونى بصلة، ولا يزور أحد هولندا إلا ويشترى أبصالًا لهذه الزهرة.

ونحن فى مصر لدينا نبات اللوتس وهو أزهار كبيرة ومجوفة وبألوان متنوعة، تتراوح بين الأبيض النقى والأحمر الوردي، وكل أزهار اللوتس تزهر فى نهر النيل، ويعتبر اللوتس رمزًا لمصر حتى يومنا هذا، فقد دلت النقوش والرسومات الفرعونية على المعابد المصرية القديمة على إعجاب قدماء المصريين لهذه الزهرة، وأظهرت الرسومات الجميلة ملوك مصر الفراعنة العظماء وهم يمسكون باللوتس بأيديهم تقديرًا منهم لتلك الزهرة الرائعة.

واللوتس هى عنوان الخلق عند قدماء المصريين حيث تخبرنا أسطورة الخلق المصرية عن نشوء زنبقة الماء الزرقاء (لوتس النيل)، فقد كان المصريون القدماء يراقبون تفتح أزهار اللوتس التى تعوم فى النيل كل صباح لتغلق تويجاتها بعد كل ظهر يوم يمر ثم تغطس تحت سطح الماء.

كما ان لزهرة اللوتس دورًا كبيرًا فى طقوس العبادة المصرية القديمة، فهى من أقدس الأزهار، وأعظم الأزهار كمالًا، إنها سيدة العطور، وقد وجدت بقاياها تغطى جسد توت عنخ آمون عند فتح قبره فى عام 1922.

وقد ظهر فى أعمال هيرودوت ذكر لنباتات يصف فيه أزهار اللوتس القديمة، الذى وصف هذه النبتة بأنها نوع من زنبق الماء يدعى اللوتس، وكان يُزرع من أجل طعم جذوره الحلوة وأزهاره المُجففة التى كانت تطحن مع الدقيق لصناعة الخبز. اى ان لزهرة اللوتس أسطورة تاريخية حقيقية مُبهرة، فماذا فعلنا بها..؟! لم نستخدمها كما ينبغى، باستثناء بناء الجدار الخارجى لبرج القاهرة على شكل اللوتس.

ومن الممكن لمحطات الأبحاث الزراعية فى مصر ان تبدأ فى تطوير زهرة اللوتس، ومعالجتها لزراعة ألوان جديدة منها، وأعتقد انها تقنية زراعية ليست صعبة، فهولندا تمكنت من زراعة التيوليب وأنتجت زهرة باللون الأسود، وخبراء الزراعة العباقرة فى مصر يمكنهم عمل الكثير، تمهيدًا لإعداد خطة لتصدير اللوتس خارج مصر، نحقق أرباحًا لدخل مصر القومى، وتكون تلك الزهرة رمزًا حقيقيًا للترويج للسياحة والتجارة أسوة بما تفعله هولندا بالتيوليب.

ولعله من حُسن الطالع ان موعد افتتاح قناة السويس الجديدة قد اقترب، حيث سيزور مصر بهذه المناسبة العالمية وفود وقادة وزعماء من كل العالم، وهى فرصة لترويج اللوتس رمزًا يجمع القديم والحديث لمصرنا الجديدة.