رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تزينت الشوارع والطرقات بالزهور الفواحة والألوان المبهجة وتلوَّنَت الحوائط في الميادين وتنوعت الإضاءات البراقة التي تشع في النفس البهجة والسرور وسادت حالة عامة بين الناس توحى بالفرح والسعادة وراحة البال - إنه يوم الفلانتين أو عيد الحب- الموافق الرابع عشر من فبراير، وجدنا حالة من الاستقرار النفسي تعم معظم الأماكن والبيوت يغمرها جو من الحب والفرح والسعادة كنوع من التعبير عن النفس كل بطريقته الخاصة.

 إنه احتفال مسيحي يحتفل به كثير من الناس في العالم في 14 فبراير حسب الكنيسة الغربية أو في 6 يوليو حسب الكنيسة الشرقية من كل عام، حيث يحتفلون بذكرى القديس فالنتين ويحتفلون بالحب والعاطفة حيث يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقة معايدة أو إهداء الزهور وغيرها لأحبائهم؛ لذلك فهو جيد للأسواق التجارية وتحقيق الأرباح.

 أعجبني في هذا اليوم روح المبادرة التي رأيتها بين الكل فالرجل يحاول التعبير عن حبه للمرآه والكبير يحنو على الصغير والشاب يجذب من حوله بأسلوبٍ راق ومتحضر للتعبير عن حبه. كان يوم يحمل كل معانى الحب والصدق والإخلاص على كافة المستويات الإنسانية والأخلاقية والجمالية.

والسؤال الذى أود طرحه عبر هذا المقال هو لماذا نجد كل هذا الحب والود والاحترام الأُلْفَة بين الناس في يوم محدد فقط؟ لماذا لا يتبادل الناس الهدايا والأحاديث الراقية المهذبة إلا في هذا اليوم؟! لماذا تُزين الطرقات والشوارع وتُضاء الميادين وتُلون الزهور وتفوح في هذا التوقيت فقط؟! لماذا نجد كل ما حولنا من طرق ومواصلات وحوائط ملونة وبراقة في مثل هذا اليوم فقط؟! وأتوصل إلى نتيجة واحدة فقط وهى أن الإرادة والرغبة هما المحركان الاساسيان لأى شيء في الوجود.

نعم... إنها الإرادة في التغيير والرغبة في التجديد، فعيد الحب ليس للعلاقة بين راجل وامرأة فحسب بل هي محاولة لنشر ثقافة السلام والخير والتسامح. فلا أحد يكره جو الجو والمودة والعطاء ولا أحد منا لا يرغب في رؤية الشوارع النظيفة والممهدة للسير عليها ولا أحد يكره رؤية الزهور الفواحة والمبهجة والأهم من كل هذا وذاك هو الرغبة في إقامة مجتمع على اساس قوى متين يقوم على العلاقات المتوازنة وإشاعة جو من المودة والرحمة بين الناس. 

قبل أن أنهى حديثي عن هذا الموضوع البسيط من حيث الطرح وإمكانية التفعيل والتنفيذ في ذات الوقت أتمنى أن يعم الخير والسلام والمحبة في العالم بأسره، اتمنى أن نرى النماء والازدهاء والتقدم ونمحو من أذهاننا صورة الدمار والخراب والهدم. اتمنى لكل كبير وصغير رجل وامرأة شاب وفتى بغض النظر عن دينه أو لغته أو موطنه أن يكون الرابع عشر من فبراير هو هدفه بحيث يجعل من يومه يوم مثيلاً للرابع عشر من فبراير وأن يعم السلام على العالم بصورة عامة وبلادنا العربية بصورة خاصة حتى نستطيع الملاحقة بركاب التقدم والتطور والازدهار ونأمل جميعًا أن نرى جميع أيام العام مثل الرابع عشر من فبراير لأنه عن حق كان يومًا جميلاً.