عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لا شك، فإن زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان، ولى عهد المملكة العربية السعودية، فى بداية هذا الأسبوع، كانت لها أبعاد سياسية واقتصادية بعيدة المدى.

فمن الناحية الاقتصادية، فقد تم توقيع عدة اتفاقيات بين الدولتين المصرية والسعودية، وما لا شك فيه، فهناك أيضًا العديد من الأنشطة الاقتصادية الأخرى التى تشارك فيها السعودية بمجهودات كبيرة، خاصة أن سيادة الرئيس السيسى قد اصطحب سمو الأمير فى العديد من المشروعات الجديدة، التى ما زالت تحت الإنشاء، حتى يرى سموه مدى التقدم الذى وصلت إليه بلادنا فى السنوات القليلة الماضية، فالعائد الاقتصادى لا شك أن مردوده سيكون وفيراً فى القريب العاجل إن شاء الله.

أما عن الناحية السياسية، فإن العلاقات المصرية السعودية تعتبر فى أحسن أحوالها، فهناك شبه توافق كامل فى وجهات النظر المصرية السعودية، وما لا شك فيه أن زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان لها أهمية سياسية خاصة، لا سيما أنها جاءت مع بداية رحلة سمو الأمير لكل من إنجلترا وأمريكا، فمن المقرر أن سمو الأمير سوف يلتقى برئيسة وزراء انجلترا، وكذا الرئيس الأمريكى. ومن ثم فإن المباحثات التى دارت بين الرئيس السيسى وشقيقه سمو الأمير محمد، قد تناولت بالأساس العلاقات المصرية الإنجليزية من ناحية وكذا العلاقات المصرية الأمريكية من ناحية أخرى.

وعلى حد علمى، فإن موضوع قطر من الموضوعات الهامة لأمريكا وانجلترا، فإن أمريكا تسعى جدياً لإعادة العلاقات بين قطر ودول المقاطعة (مصر، السعودية، الإمارات، البحرين) إلى مسارها الطبيعى، فى محاولة لإنهاء تلك المقاطعة. طبعاً هذا لصالح أمريكا وقطر، على اعتبار أن قطر هى القاعدة العسكرية الأكبر فى الخليج لأمريكا، وهو أيضًا لصالح إسرائيل، لا سيما أن إسرائيل لها علاقات ممتازة مع قطر، وهى تسعى لامتداد تلك العلاقات مع باقى الدول العربية، كما هو الحال فى العلاقات القطرية الإسرائيلية.

من هنا.. ربما يقول البعض، إن مسارعة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاتصال بالرئيس السيسى تليفونياً قبل وصول سمو الأمير محمد، ولى عهد المملكة العربية السعودية إلى مصر بساعات قليلة، ما هى إلا مؤشر على طرح مقترحات جديدة فيما يخص موضوع قطر ودول المقاطعة، ربما يحملها سمو الأمير للرئيس السيسى. ولكن، يعلم الله وحده إذا كانت هذه الاستنتاجات قد تحققت من عدمه، وعما إذا كان هناك بالفعل مقترحات جدية بشأن تسوية الخلاف بين قطر ودول المقاطعة.

ولا يخفى على أحد، فإن الأمير تميم حاكم قطر قد قام بزيارة سرية لدولة الإمارات منذ فترة بسيطة، ولا شك أنه قد عرض على حاكم الإمارات خريطة جديدة لعودة العلاقات مع دول المقاطعة، ولا شك أيضًا أن دولة الإمارات عرضت بدورها وجهة النظر القطرية على كافة دول المقاطعة لبحثها. وأتذكر أيضًا أن دول المقاطعة قد قاموا من جانبهم بالرد على دولة قطر بما يؤكد إصرار الدول الأربع على طلباتها، خاصة أن تكف قطر عن مساعدة الإرهابيين فى كافة الدول.

ولكن.. على أى حال، فإنه من المقطوع به أن قطر ما هى إلا أداة فى يد أمريكا وحلفائها تفعل ما تؤمر به، ولا شك أنها تساعد الإرهاب بإيعاز منها. وبالتالى إذا ما أرادت أمريكا وحلفاؤها بناء علاقات طيبة، سواء بين العرب وإسرائيل، أم بين دول المقاطعة وقطر، فلا بد أولاً الكف فوراً عن مساعدة الإرهاب فى منطقتنا العربية، فضلاً عن تعويض الدول التى أضيرت من جرائه عن كافة الأضرار التى لحقت بها.

وتحيا مصر.