رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

 

 

فى عام 1987 أتيحت لى الفرصة أنّ أطلع على لائحة السفر المجانى على خطوط السكة الحديد، ووجدت أنَّ من بين المستحقين الوزراء والمحافظين، ووزراء النقل والمواصلات السابقين.. ولأنَّ فؤاد سراج الدين باشا رئيس الوفد، كان وزيراً للمواصلات عام 1949 فى وزارة حسين سرى باشا الائتلافية، فطلبت من المرحوم سليمان متولى وزير النقل وقتها، استخراج  تصريح لفؤاد باشا لركوب القطارات مجاناً.. وعندما سلمته للباشا، ابتسم ابتسامة عريضة وفرح فرحاً كبيراً، وقال ـ وهو يقلب التصريح بين يديه: «ياه.. هُمَّا لسة فاكرين..  كانت أيام..».. ورغم مناصب فؤاد باشا الوزارية والحزبية العديدة، إلا أنَّه كان فرحاً بتصريح ركوب القطارات مجاناً، فقد رأى أنَّه نوع من التقدير، أثلج صدره.

وهذه الحكاية أسردها لأنى سمعت من أحد الأصدقاء أنَّ رئيس مجلس الوزراء السابق الدكتور أحمد نظيف، قد فشل فى محاولات استخراج جواز سفر له باعتباره رئيس وزراء مصر سابقاً، وتنكر له موظفو إدارة المراسم برئاسة مجلس الوزراء، ولم يستجيبوا لطلب استخراج جواز له، بدلاً من المنتهية صلاحيته، فى الوقت الذى تُقدم فيه هذه الإدارة خدماتها لرؤساء حكومات ووزراء سابقين، وفقاً لعُرف مُستقر منذ عقود طويلة.. ويبدو أنَّ أحمد نظيف يسبب لهم حساسية فيبتعدون عنه، ولا يُريدون حتى سماع سيرته، رغم أنَّ الرجُل قد برأه القضاء فى أعلى درجاته من أى اتهامات طالته، وقد امتثل لأحكامه السابقة دون اعتراض، ولم يهرب إلى الخارج كما هرب غيره، وظل مُدافعاً عن نفسه وبنفسه أمام المحاكم، التى تأكدت وأكدت نزاهته وبراءته مما أُلصِق به من اتهامات.. وقد قدَّر الدكتور نظيف ظروف البلاد، وحالة الهياج والانفلات فيها بعد أحداث يناير 2011، ولم ينطق بكلمة للصحافة أو الإعلام، لأنَّه يعلم أنَّ شهوراً قضاها محبوساً، كانت ضريبة لابد من تقديمها لتهدئة الشارع بعد هياجه فى يناير وما بعده.

والدكتور أحمد نظيف، ارتفع الاحتياطى النقدى الأجنبى فى عهده، من 12 إلى 36 مليار دولار، وحقق أعلى مُعدّل نمو فى تاريخ مصر، وصل الى 7٪، واستمر فى سياسة دعم السلع والوقود، رغم ارتفاع أسعار البترول عالمياً، وأنقذ مصر بحكومته من تبعات الأزمة المالية العالمية عام 2008، وانخفض سعر الدولار فى عهده من 6.25 الى 5.80 جنيها عام 2010، وانخفضت فى عهده البطالة إلى «9٪»، وتضاعفت نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

هذا الرَجُل له أفضال كثيرة يثبتها التاريخ، وينكرها ـ للأسف ـ موظفون بإدارة كانت يوماً ما تحت أمره.. منتهى الجحود.

 

[email protected]