رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

(1)

نحن في أمس الحاجة إلي أن نخلع عن أنفسنا ما أصابها من إرهاق وعنت وحزن وخلافات واتفاقات ورأي ورأي آخر وحديث لا ينتهي في السياسة ومشتقاتها والقائمين علي أمرها وتحريك دفتها نحو «آفاق مجهولة» لم يستقر لها قرار، وسيظل الشراع في حيرة والملاح وبعد الشاطئ... كان لابد أن نأخذ طريقنا بعد عنت السنين وشقاء الأيام والليالي نحو «واحة خضراء»، حيث يرتاح المحارب، وكلنا يذكر هذا المعني مع آخر «فيلم» للجميلة الفرنسية بريجيت باردو عن «Le trpos du geurier: راحة المحارب... ونحن أهل الفكر والسياسة والقانون والمحاكم في أشد الحاجة إلي هذا المكان... حيث لابد لنا أن نستريح وهذا حق (البدن علي الروح)».

<>

ولا نقول ما قاله قيس إلي ليلاه: تعالي يا ليل إلي ظل دوحة... من البيد لم ينقل لها قدمان... نذق قبلة يا ليل لا يعرف البؤس بعدها ولا الثقلان... وذلك كله صدي لقول أمير شعرائنا أحمد شوقي حين رأي أن راحة المحارب هناك في تلك البقعة الصحراوية، حيث تتجلي فيها الثلاثية المقدسة في قوله: «وما البيد إلا الليل والشعر والحب»... إذًا تعالوا نناجي الليل ونتناغم بآيات بينات من روائع شعر الشعراء عن الهوي والعشق والحب... وكل ذلك في «حضرة القمر»... ينير القلوب ويبعث بأشعته النورانية الأمل في الصدور.

<>

أمام هذه المعاني، اصطحبت معي في شوق وحنين للقاء البحر، أحدثه عن أخبارنا وأقف مع موجه الآتي من وراء الغيب عن سره المكنون وعن حكايته عن الزمان والمكان علني في يوم ما أستطيع أن أقف علي بعض أسرار هذا الوجود... ومن هنا كان معي ما سطره الشاعر والأديب والفنان والعاشق للحب والحياة، والذي وضع الأسئلة الحائرة في محاولة عاطفية لإيجاد بعض أسرار هذا الوجود، ليس الآن، ولكن من يوم بداية الكون... إنه «صاحب الطلاسم» وواضع الألغاز في صورة تساؤلات حائرة مثل «الألغاز» في محاولة لإيجاد حلول لها... ولكنها ستظل «الحيرة الأبدية» للإنسان لاستطاعته الكشف عن المجهول... كان معي- إذًا- إيليا أبو ماضي والذي أبدع بجانب الطلاسم أبدع في حواره مع البحر، البحر الذي أجلس وصاحبي علي شاطئه... ويحرسنا البدر المنير متربعاً علي عرشه الأبنوسي.