رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

رغم جهود مصر الحثيثة لإنقاذ عملية السلام على المسار الفلسطينى، من أجل الوصول بالقضية إلى بر الأمان، ورغم محاولات مصر إعطاء نتنياهو فرصاً عديدة للتغلب على الصعوبات التى تحول حتى الآن دون استئناف التفاوض بين الفلسطينيين وإسرائيل. فإن كل المؤشرات تؤكد ألا فائدة اللهم إلا إذا خضع الجميع لما تريده إسرائيل وهو استمرار سلب الأرض الفلسطينية وتكثيف الاستيطان، ووضع اليد كلية على القدس، لا سيما بعد قرار ترامب الاعتراف بها عاصمة للدولة الإسرائيلية فى السادس من ديسمبر الماضى. ويبدو أن نتنياهو لا يستطيع التفاوض مع أى طرف آخر، والسبب أنه لا يستطيع إجراء التفاوض إلا مع نفسه. ولهذا لا يمكن للمرء أن يتفاءل إزاء جدوى الاتصال بإسرائيل لإصلاح مسار العملية السلمية، وبالتالى فإن الناتج النهائى يقول لنا: أريحوا أنفسكم وابحثوا عن بديل آخر تتعاملون به مع إسرائيل التى اعتادت القرصنة واللعب على الحبال والتمسك بما هو أبعد ما يكون عن السلام، فإسرائيل لا تريد سلاماً وإنما تريد استسلاماً.

حرى بالعالم العربى أن يشعر بالإحباط بعد سيناريوهات ترامب، والتى تمثل أكبر دليل على استهانة أمريكا بالأطراف العربية، وبالتالى أدرك العرب اليوم أنه لا يمكن التعويل على أمريكا لإنقاذهم من إسرائيل الكارثة، فأمريكا وإسرائيل تعملان معاً تحت مظلة واحدة، إذ إن كلتيهما شاركت فى نسج هذا الواقع المأساوى الذى تعيشه الأمة العربية حالياً، حيث لا سلام ولا استقرار ولا أمن، كما أن أمريكا لا تكترث بالسلام ولا بشعوب المنطقة ولا بأمن دولها، فكل ما يعنيها هو استنزاف ثروات العرب وتنصيب إسرائيل ملكة تهيمن على المنطقة. ولمَ لا وكلتاهما تعمل فى دائرة واحدة لاغتصاب المنطقة ومقدراتها إلى الأبد.

أمريكا لا يهمها أن تنحسر عملية السلام أو تصاب بالسكتة القلبية، وتسقط جثة هامدة تحت قدمى نتنياهو. المهم أن تحتفظ بالمظهر البراق والصورة الوردية التى تقول بأن السلام قائم وجهودها تمضى على قدم وساق. بل إن أمريكا تستخدم هذا المظهر البراق كورقة مساومة تفرض بواسطتها ما تشاء من مواقف على الدول العربية، ومن ثم تطالب العرب بتوثيق العلاقات مع إسرائيل عبر إجراءات بناء الثقة وعدم إغضاب الكيان الصهيونى. وليس مستبعداً أن تخرج أمريكا بفرمان يمنع الرعايا والحكام العرب من العبوس أو القنوط، ويطالب الجميع بالفرح والمرح والضحك على ما آل إليه الموقف فى العالم العربى الذى بات مسلوباً ثروة وإرادة واستقلالية اتخاذ القرار.