رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

لم يكن من الممكن أن أمرّ على هذا الخبر، دون أن أتوقف عنده وأقرأه مرتين وثلاثاً ويكون مادة للكتابة فى الوقت نفسه.. الخبر عنوانه كالآتى «البنتاجون: الجيش الأمريكى يسىء معاملة الكلاب رغم بطولتها».. قرأت الخبر فإذا الجيش الأمريكى هو المتهم.. وقرأته ثانية فإذا البنتاجون هو من يوجه الاتهام.. وزارة الدفاع هى من تتهم الجيش بأنه يسيء معاملة الكلاب بعد تسريحها!

والسؤال: كيف خرج هذا الاتهام إلى العلن وتناقلته وكالات الأنباء؟.. كيف توجه الوزارة الاتهام لجيشها؟.. سوف تسرح طويلاً أمام الخبر.. وسوف تتغزل فى الحريات الأمريكية.. وسوف تتحدث بانبهار عن الشفافية.. وسوف تقول إن كل شيء هناك تحت المجهر.. وسوف تتكلم أيضاً عن الرحمة والعرفان من البنتاجون تجاه الكلاب الحربية المدربة، وسوف وسوف إلى آخر المدى!

والمثير للطرافة أن مكتب المفتش العام حقق فى الأمر.. ولم يقف عند حد لفت الانتباه أو إصدار تعميم لتغيير الطريقة التى يتعاملون بها مع الكلاب.. وقال المفتش فى تقريره: إن الجيش الأمريكى شكّل فرقاً من الكلاب المدربة على اكتشاف القنابل والألغام، لمرافقة القوات فى مهمات وصفها بـ«الدامية»، مشيراً إلى أنها ساعدت على اكتشاف القنابل و"أنقذت" أرواح الأمريكيين!

وأكد المفتش العام ما يلى «رغم دورها البطولى، يسىء الجيش الأمريكى معاملة تلك الكلاب عند تسريحها من الجيش».. ومن المعروف طبقاً للتقرير أن القوات الأمريكية كانت تستعين بـ١٦٠٠ كلب عسكرى فى أفغانستان لمرافقة قواتها، بواقع كلب واحد لكل ٣ جنود أمريكيين.. كما أن القوات الجوية هى المسئولة عن برنامج الكلب العسكرى.. ولا أدرى ما هى العلاقة بالضبط؟!

إذن نحن أمام لجنة تحقيق برئاسة المفتش العام.. ونحن أمام انتقادات واتهامات شديدة.. ونحن أيضاً أمام حالة «شفافية» فى نقل المعلومات لوكالات الأنباء.. عدد الكلاب وسلاح الكلاب.. وتصل فى النهاية إلى لوم وتوبيخ من يسرّحون الكلاب فى نهاية الخدمة.. حيث تبين وهو الأهم أنهم يرسلون الكلاب إلى أسر عنيفة لا تحسن معاملة الكلاب.. وهو ما يخالف «شروط التبنى»!

ويتعجب تقرير المفتش العام أنه «تم منح الكلاب، بعد انتهاء خدمتها العسكرية، لعائلات ذات ميول عنيفة تجاه الحيوانات، أو عاجزة عن توفير ظروف مناسبة لتبنى الكلاب، و«دون تسجيل كامل لاعتماد إجراءات التبنى».. إيه يا جماعة الرحمة دى؟.. وإيه الأخلاق دى؟.. والأغرب أن تقرير المفتش العام لم يتحدث عن وضع البشر أبداً فى المناطق التى تعمل فيها كلاب امريكا!

وأخيراً، لا يمكن أن أبلع هذا الخبر كحبة الأسبرين، ليحدثنى عن الحريات والشفافية فى أمريكا، ولا يمكن أن أبلع أن البنتاجون «تفضح» الجيش لأنه يهدر قوانين معاملة الكلاب.. قولوا لنا برببكم ماذا فعلتم فى العراق، وأفغانستان وغيرهما؟.. أين مبادئ الشفافية والحق فى المعلومات أيضاً؟!