عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

 

كنا نعيب علي الأقليات اليهودية، أن تلجأ للحياة داخل تجمعات سكنية متلاصقة.. طلبا للحماية.. لأن الجماعة تحمي بعضها.. ولذلك رأينا حارات اليهود في معظم المدن - شرقية وغربية - وحتي عندما استولوا علي فلسطين عاشوا فيها داخل مستوطنات تحميها الأسوار وأبراج المراقبة.. لأن اليهود في داخلهم إحساس أنهم سرقوا ما ليس لهم.. فكان عليهم أن يدبروا حماية أنفسهم.

الآن.. ما هو الفرق بين حارة اليهود.. وأي كومبوند داخل مصر؟.. إنها فعلاً «مستوطنات» تحميها الأسوار.. فضلا عن «فرق» الأمن الخاصة التي تديرها شركات الكومبوند.. ويتحمل السكان تكاليفها.. وبذلك تحقق الانفصال الطبيعي بين السكان وكل كومبوند يدبر تأمين سكانه بنفسه، بعيداً عن الأمن العام.

< هنا="" تبدأ="" عملية="" تفسخ="" المجتمعات.="" وزمان="" كان="" السكان="" -="" من="" كل="" الطبقات="" يتجاورون-="" ويقيمون="" بالقرب="" من="" بعضهم..="" ولاحظوا="" أحياء="" زمان="" «الحلمية="" وعابدين="" والقبة="" وحتي="" المنيرة="" والمواردي..="" والعباسية»..="" كان="" الكل="" يتجاورون="" وحتي="" أبواب="" الحارات="" التي="" كانت="" موجودة="" زمان،="" كانت="" تحمي="" الكل..="" وهنا="" كان="" يتحقق="" التلاحم="" البشري="" بين="" السكان،="" الغني="" والفقير..="" بل="" غالباً="" ما="" كنا="" نجد="" هذا="" التجاور="" الطبيعي..="" تماماً="" كما="" وجدناه="" في="" حي="" الحكم="" «عابدين»="" إذ="" غير="" بعيد="" عنه="" كنا="" نجد="" حي="" السيدة="" زينب،="" ونجد="" حي="" الإنشاء="" والمنيرة="" يجاور="" حي="" جاردن="" سيتي..="" دون="" أي="" حساسية="" أو="" أي="" حقد..="" أو="" عداوة="" بل="" كنا="" نتندر-="" زمان="" -="" بين="" سكان="" الزمالك..="" وسكان="" بولاق="" أبوالعلا..="" إذ="" لم="" يكن="" يفصل="" بينهم="" إلا="" كوبري="" أبوالعلا="" القديم..="" ولم="" يكن="" يفصل="" بين="" سكان="" الزمالك="" وإمبابة="" إلا="" كوبري="" الزمالك="" إياه،="" كلاهما="" علي="" شط="">

< وكما="" انتهت="" تقاليد="" الحارة="" القديمة..="" انتهت="" تقاليد="" وأخلاق="" الناس="" زمان="" وأصبح="" ساكن="" أي="" شقة="" لا="" يعرف="" شيئا="" عن="" جاره="" ساكن="" الشقة="" المجاورة="" له..="" فما="" بالنا="" بمن="" في="" العمارة="">

وربما يكون البحث عن الأمان هو هدف سكان أي كومبوند.. ولكننا نعني هنا أيضا: المدرسة والجامعة. إذ كنا زمان نذهب إلي مدرسة واحدة.. وجامعة واحدة.. وكنا نجلس متجاورين علي «تختة» واحدة.. فيحدث التلاحم بين الطبقات. الآن أصبح لسكان الكومبوند مدارسه.. وأيضا جامعاته.. فحدث الانفصال والانشقاق وزاد الحقد والغيرة.. بل والرغبة التدميرية.

< تماماً="" كما="" كان="" الكل-="" زمان-="" يذهبون="" إلي="" المستشفي="" الأميري="" الواحد..="" أي="" كنا="" شركاء="" في="" المرض..="" وفي="" طلب="" الشفاء..="" الآن="" أصبح="" لكل="" فئة="" المستشفي="" الذي="" يختاره..="" وكل="" حسب="" قدراته="" المالية..="" فزادت="" حدة="" الانفصال="" بين="" فئات="" المجتمع..="" وتلك="" هي="" الكارثة="">

لقد افتقدنا أخلاق الحارة.. وتسود الآن أخلاقيات الكومبوند وتلك أبشع نتائج ظهور مجتمعات الكومبوند!