رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

ونحن نحارب الإرهاب على كل الأصعدة، بات علينا أن نلتفت لكل ممارساتنا الحياتية فى البيت والشارع والمدرسة والجامعة والنادى، والأهم فى الجامع والكنيسة حول ما نبثه من خطابات تفاهم بينية على المستوى التربوى والثقافى والدينى، لكى ننبذ ذلك الخطاب الترهيبى بعد أن علت نبرته على حساب الخطاب الترغيبى الودود الطيب المبشر والهادئ الإيقاع والنبرة..

 نلاحظ أن خطابنا الدينى بات لا يخلو من أساليب وفنون مُرهبة ومرعبة، وبشكل مبالغ فيه تماماً، سواء بالكلمات المستخدمة أو بالشرح والبيان، وصولاً إلى أساليب الإلقاء ونبرة الصوت والخلفيات الملازمة لأى موعظة أو توجيه دينى، فجميعها تتسم بعنف الترهيب عبر صراخ ونبرات صوت قوية، خصوصًا عند ذكر النار والحساب، وكيفية عقاب الله لعباده الظالمين، حتى أصبح لهذا النهج حِرفيون ورواد..

و هو ما انعكس فى النهاية برفضنا الدخول فى حالة تفاهم مفيدة نقبل على أساسها رسالات السماء وأصوات أهل البر والخير والسلام..

وقد يكون الترهيب أسلوب له فوائده بعض الأحيان، لكن أن تصل فنون الترهيب فى ما تختار من وسائل لتربية الأطفال، فإنه ينبغى الحذر من المبالغة فى الترهيب والوعيد وإلى حد استخدام فزاعات حريق جهنم وشياطين الإنس والجن، فنحن بالقطع نربى أجيالاً جبانة مترددة لا تعرف معنى الإيمان الحقيقى بإله عظيم حنون وغفور ورحيم ورفيق بعباده..

وكنت أتصور أن خطاب الترهيب (موضة جديدة)، حتى طالعت تلك الفقرة من مقال افتتاحى لمجلة دينية مسيحية هى «الحكمة» وفى عددها الأول لرئيس تحريرها.. كتب زاجرًا متوعدًا «أعدوا مصابيح القلوب بدهن الرحمة وصالح الأعمال، قبل أن تتقاصر الألسنة عن ردود الأجوبة يوم هول السؤال، قبل أن تحصلوا على ما جمعتم، ثم تحصدوا ما زرعتم، وتجدوا ما ودعتم، وتقابلوا من الله ما صنعتم، يوم ينتحب الشيخ الكبير، على ما أسلف، ويتشق الكهل الخطير على ما أتلف، ويبكى الحدث النظير على ما قدم، ويستعبر الطفل الصغير على الفوات ويتندم، يوم يرد مخلص الكل على صهوات الغمائم، ويفتضح أمام منبر مجده أرباب المخازى والجرائم، وترتعد فرائص المذنبين من ملاقاة الأهوال العظائم، وتسحب سطوة العدالة على الأثمة الخاطئين أذيال النقائم، يوم تهتز قلوب المؤمنين بالمحبة المسيحية هزاً، وتعلو مراتب المفلحين إكرامًا وعزاً، وتحل النقمة على طوائف المجرمين جملة وأجزاء، ويقف الآثمون يوم عرض الأعمال فى المقام الأرذل الأخزى».

[email protected] com