رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

السكة الحديد في حاجة إلى عملية جراحية عاجلة يحدد موعد إجرائها الرئيس السيسي في بداية المرحلة الثانية من حكمه للبلاد، بعد فشل المسكنات في وقف نزيف الدماء على القضبان، وأولى خطوات وضع نهاية للمشاكل التي تمر بها الهيئة  هي توافر الإرادة الحقيقية في إدارتها والوقوف على الأسباب التي حولت هذا المرفق من إحدى قلاع العدالة الاجتماعية إلى الناقل الرسمي للمواطنين إلى الآخرة حيث الراحة الأبدية، ومن ثاني أقدم سكة حديد في العالم بعد بريطانيا إلى المرتبة 78 في مستوى القطارات.

التشخيص السليم للمرض هو نصف العلاج، وصرف الدواء المناسب هو النصف الثاني، وهذا يجعلنا نطلب من الحكومة إذا كانت عازمة على تغيير الواقع الأليم في السكة الحديد والذي تراكم على مدار 40 عاماً على الأقل واقتلاعه من جذوره التركيز على تطوير البنية الأساسية للسكة الحديد وتقليل الاعتماد على العنصر البشري والبحث عن مصادر خارج الصندوق لتوفير الموارد المطلوبة للتطوير وعدم التفكير حاليا في تحريك أسعار تذاكر القطارات وإرجاء هذه الخطوة إلى حين تحسين الخدمة وشعور المواطنين بها وحل المشاكل التي حولت القطارات من وسائل نقل إلى وسائل قتل، حياة المواطن هي الأهم في معادلة إصلاح السكة الحديد، ولا يجوز تحميله عبء تراكم الأزمة، لأن المسئول عنها جميع الذين أداروا هذه الهيئة في العقود السابقة، الموارد المطلوبة لانتشال السكة الحديد من الحالة المزرية التي آلت إليها صعب تحصيلها من رفع سعر تذكرة القطار، وزير النقل الدكتور هشام عرفات قال إن تطوير 5400 كيلو متر من خطوط السكة الحديد يحتاج إلى 200 مليار جنيه، وإن الحكومة أنفقت 55 مليارا على بعض الاصلاحات التي قامت بها ،وبعض التقارير أكدت أن خسائر السكة الحديد المتراكمة حوالي 42 مليار جنيه والوزير يقترح وضع آلية لتحصيل 25٪ على الأقل مما تحتاجه عملية التطوير من رفع أسعار التذاكر  وهذا عبء كبير لا يجوز تحميله للمواطن في الوقت الحالي.

أنا مشفق على وزير النقل، ولا أميل إلى الآراء التي تطالب بإقالته لأن الإقالة لن تمنع وقوع الحوادث، معظم وزراء النقل السابقين أقيلوا واستمرت حوادث القطارات، السكة الحديد أمن قومي وحل مشاكلها لن يكون إلا بقرار رئاسي ينسف كل الروتين ويوفر التمويل. «عرفات» وزير مجتهد فله أجر لا يجب أن نحرمه منه، قبل وقوع حادث تصادم قطاري البحيرة بأيام قليلة كان في نفس المكان على بعد 20 كم يعد الفلنكات على قضبان السكة الحديد ويقيسها بالشبر، لكنه قال كلاماً خطيراً: خط المناشي الذي شهد تصادم القطارين ليس على أولوية التطوير.. معنديش فلوس. إذن  ننتظر كارثة جديدة.

وقف نزيف الدماء البريئة أكبر من «عرفات» ومن كل وزراء النقل السابقين والذين  سيأتون بعده، هذه الأزمة محتاجة تدخل السيسي قاهر الأزمات. هذا الشعب لا يستحق أن يموت بهذه الطريقة.