رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

لم يعد الحديث عن انهيار الإعلام مقصورا علي الخبراء والمتخصصين، بل أصبح حديثاً عاما يخوض فيه الجميع، ولا نكاد نقرأ سطراً واحداً أو نسمع صوتاً يتحدث يري في الاعلام المصري ما يستحق كلمة ثناء؟!

وتدخلت مؤسسات كثيرة برغبة صادقة لإنقاذ هذا الاعلام من مستنقع الهبوط الذي تردي فيه. لكن الحقيقة المؤسفة تتكشف كل يوم لتثبت أن هذه المحاولات رغم اخلاص النوايا أدت الي المزيد من الانهيار.

فهل نعزو هذا الفشل إلي طبيعة النشاط الاعلامي؟! أم أن الجهات التي تولت مهمة انقاذ هذا الاعلام لم تكن لديها الخبرة الحقيقية  العلمية والعملية التي تجعلها قادرة علي التحديد الدقيق لأسباب هذا الانهيار وبالتالي تستطيع أن تعالج هذا الانهيار بعد أن تمكنت من التشخيص الصحيح للعلة التي أصابت الاعلام في مقتل؟!

الحقيقة أن الجهات التي تصدت لإنقاذ الاعلام انطلقت من فكرة خاطئة الي حد بعيد عندما تصورت أن الانهيار يرجع لأسباب مالية فقط وأن ضخ الأموال بغزارة مع حملات دعاية مكثفة كفيل بأن ينقذ  هذا الاعلام من حالة التردي التي وصل اليها.

المشكلة المادية مجرد عرض وليست سبب المرض وأصل الداء ولو أن خبراء حقيقيين تولوا أمر الانقاذ لاستطاعوا أن يعرفوا بدقة أن أصل الداء يكمن في «المحتوي» الذي يقدمه هذا الاعلام، وأن هذا المحتوي لا يعتمد أصلاً علي الانفاق المادي وان كان الانفاق المادي ضروريا، لكنه أي هذا الانفاق المادي يمكن ترشيده بدرجة كبيرة دون التأثير علي المحتوي الذي هو أصل العلة، وهو ما يجب أن تتجه أي جهود للإنقاذ للتعامل معه ووضعه علي الطريق الصحيح الذي ينقذ هذا الاعلام من قاع الهبوط.

الكارثة أن من تولي الاصلاح والعلاج هي «الجهات» التي كانت السبب الحقيقي في انهيار الاعلام المصري، ويعرف الخبراء المحترمون أن الكارثة بدأت بتسلل الاعلام ليزيح المحتوي المحترم ويحل محله محتوي بالغ التدني سواء في الأعمال الدرامية أو غيرها. وكانت النتيجة الطبيعية احتلال «محتوي» تافه أو منحط كل همه البحث عن الاثارة بكل أشكالها لجذب قطاعات من المجتمع يجذبها هذا المحتوي المحض في التفاهة والانحطاط.

ويبدو أن هذه الأوضاع الكارثية مرشحة للمزيد من الانهيار فقد بدأت المقدمات التي تحدثنا عن انقاذ هذا الاعلام بدأت هذه  المقدمات تكشف بكل وضوح استمرار نفس النهج الذي أدي الي هذه الكارثة وهو السيطرة الكاملة «للإعلان» علي الاعلام المصري فقد اتجهت المؤسسات الرسمية التي تدخلت لإنقاذ الاعلام بداية بتمكين قيادات «الاعلان» من السيطرة علي مواقع الادارة العليا بالكثير من المؤسسات الاعلامية؟! ومع كل الاحترام لأشخاص هذه القيادات، فخبراء الاعلام في المؤسسات الاعلامية المحترمة يؤكدون أن سيطرة الاعلان علي الاعلام تعني بالتأكيد انهيار الاعلام».