رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لن يستطيع أحد أن ينكر أن روسيا دولة عظمي، وان الاتحاد السوفيتي كان شريكًا للعرب سياسيًا في معركة الكرامة عام 1973م، ولكن هذا الشريك كان ومازال، بطيئًا جدًا في التعاطي مع القضايا العربية، إلا بما يحقق له بعض نقاط التقدم في صراعه مع الغرب.

واليوم يفكر الرئيس الروسي بطريقة أكثر بطئًا من السوفييت، وباسلوب استعماري، وقد ظن أنه بالتدخل العسكري في سوريا سوف ينجح في قصده، بعدما فشلت كل محاولاته في دعم السفاح علي الأرض بطرق غير مباشرة، والغريب أنه جرف الدولة الروسية لتتحرك ضد عقارب الساعة، عندما اصطدم بكل أصحاب الضمائر بالعالم، بدعمه للدكتاتور الذي أزهق مئات الآلاف من الأرواح، ظنا أنه يعيد المجد التليد للسوفيت بالشرق الأوسط.

 لقد تأخر الروس في العودة من خلال بوابة أخلاقية عندما رفضوا دعم العراق عام 2003، فلو أن القوات العسكرية التي بسوريا تحركت مبكرًا إلي بغداد منذ 14 عاما قبيل الغزو الأمريكي، لتغيرت خريطة المنطقة من الناحية السياسية لصالح روسيا إقليميا وعالميا، وما جرؤت الولايات المتحدة علي غزو العراق.

التخاذل في أزمة العراق كان بمثابة تواطأ مع الغرب، وهذا التحرك آنذاك كان سيتخذ من الشهامة ستارًا من أجل الحصاد الاقتصادي، مما يمكن الروس من الاستحواذ علي الأسواق العربية كثمرة يانعة، وبلا عناء، وهذا جوهر الصراع.

كما فقد الروس بموقفهم المتخاذل الناحية العسكرية، فرصة لتمدد الأسطول الروسي في معظم المواني العربية بالبحر المتوسط، بجانب التواجد بطرطوس السورية.

 واستراتيجيا كان من الممكن للقرار الغائب أن يشل من حركة الأطلنطي في الحظيرة الروسية، بعيدا عن حدودها، بنقل الصراع إلي الشرق الأوسط، وغالبا أن الفرصة البديلة كانت ستسفر عن تراجع التواجد الأمريكي بالكثير من البلدان العربية لصالح الدب العجوز.

لا يخفي علي أحد أن الهدف الأول لروسيا وغيرها من التدخل الحالي هو المصالح، وبعض الأهداف غير المعلنة، ولذا بات علي الروس التعاطي مع الحل السياسي بعيدًا عن السفاح لأنه رهان خاسر، وذلك بالتعاون مع السعودية، وعلي مصر دعم هذا التعاون، لأن الروس سوف يخسرون الجولة العسكرية،عاجلاً أم أجلا، علاوة علي تحاشي الانزلاق نحو حرب عالمية ربما تقع.

وعلي الثوار بسوريا، التوحد خلف الجيش الحر لفك شفرات التداخل، وقبول التفاوض، لأن المشكلة ليست سورية فحسب، فهي صراع دولي بامتياز، وأما عن الحركات المنسوبة للإسلام عليهم القبول بما تسفر عنه السياسة، وأن يعلموا أن دين الله لا يحض علي الدماء، وأن الشريعة لا تطبق بالإكراه، حتي لو تخلوا عن السلاح لصالح جيش وطني جديد، أو ينضمون للعمل تحت راية الجيش الحر، أو ينسحبون من المشهد؛ بهدف نزع ورقة التوت عن الأفاعي التي تتخذ منهم حجة للسلب والنهب، إن كانوا مسلمين حقًا، وإلا فإنهم أكثر خطورة من غيرهم، إذ يمنحون الغطاء السياسي للغرماء في تقاسم مناطق النفوذ بأرض العرب، تمامًا كما منحت القاعدة الأمريكان الفرصة لغزو أفغانستان لأهداف سياسية واقتصادية تحب شعار محاربة الارهاب.

 فالكثيرون من قادة العالم المتغطرس، يفكرون كعصابات بجمهوريات الموز، ويعتمدون في تسويق استعمارهم للشعوب علي حركات غير ناضجة، ومتعصبة عن جهل، أو مصنوعة علي أيديهم لتبرير الغزو، وهذا ما يحدث بسوريا والعراق، إذ يخفون أطماعهم في التوحد نحو فكرة محاربة الإرهاب، مع أنهم أشد من داعش إجرامًا وإرهاباً، عندما يرهبون العالم بأسره بأسلحتهم النووية والكيميائية.