رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

التطرف الدينى، والإرهاب.. لعنتان لفتوى واحدة، وكل عملية قتل أو ذبح، أو تفجير، أو تدمير، مستندة إلى فتوى.. والإرهابيون ذبحوا الشيخ الذهبى، وزير الأوقاف الأسبق، بفتوى، وقتلوا الرئيس السادات بفتوى، وفجروا المساجد بمن فيها بفتوى، وفجروا الكنائس بمن فيها بفتوى.. ويقتلون شبابنا من الجيش والشرطة بفتوى، ويريدون إسقاط الدولة على من فيها بفتوى.. وكلها فتاوى مستندة للقرآن الكريم والأحاديث النبوية!

ولا شك أن المشكلة ليست فى الآيات أو الأحاديث.. ولكن فى عقول المفسرين.. هذه المشكلة طرحها الكاتب الصحفى علاء عريبى، فى كتابه القيم والمهم «فتاوى لها تاريخ» الذى يستعرض من خلاله بعض الفتاوى على مدى مائة سنة منذ سنة 1880 حتى سنة 2010، ويكشف، كما يقول «ما أنتجه سدنة المؤسسات الدينية الحكومية الرسمية من خطاب دينى»!

وأعتقد أن أهمية كتاب «فتاوى لها تاريخ» فى أنه يرصد اتجاهات ثقافة المجتمع، بمعناها الشامل، خلال المائة سنة الماضية، وتأثيرها على المفسرين وفتاواهم، ولا يرصد الكتاب فقط الخطاب الدينى الحكومى وسدنته الذين يحميهم الحاكم، كما أراد أن يكون كذلك الكاتب «علاء عريبى»، وربما السبب فى ذلك تأثره، أثناء تأليفه الكتاب، الذى صدرت طبعته الأولى سنة 2014، بالمناخ السياسى العام بعد ثورة 25 يناير، وفرض شرعية التيار الإسلامى، المحظور منذ سنة 1954، كقوة فاعلة فى الشأن السياسى، بينما كان هذا التيار انتهازياً كعادته، فى تحريم عزل الحاكم والخروج عليه مستنداً في ذلك على آيات من القرآن وأحاديث من السنة!

و«علاء عريبى» باحث مدقق كسبته الصحافة وخسره البحث العلمى، حيث تمكن فى كتابه من كشف تلاعب المفتين بمسألة الحلال والحرام بالأدلة، من خلال تأويل الآيات والأحاديث، تبعاً لمستوى تعليمهم وثقافتهم وحتى تربيتهم الحضرية أو القروية وكذلك عاداتهم وتقاليدهم، وفى هذا يفضح الكتاب فتاوى شيوخ حللوا أشياء، ثم حرموها هى نفسها بعد ذلك.. باعتبار أن هذا هو الإسلام.. ولكن الحقيقة هو نوع من إعادة إنتاج واستثمار الإسلام لصالح رجال الدين!

[email protected]