رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لمصر

 

 

 

منذ عدة أيام أصدرت القوات المسلحة بياناً تحذر فيه أسر شهداء الجيش والشرطة من (نصابين) يذهبون إليهم ويطالبونهم بدفع مقدم حجز وحدات سكنية.

استوقفني هذا البيان طويلاً، وسألت نفسي.. ماذا حدث في مصر؟! من هؤلاء النصابون؟! وهل هم مصريون حقاً ؟! وهل هم من دم ولحم مثلنا؟! وأي قلوب في صدورهم؟!

ثم تذكرت دماء شهدائنا- ومنهم بعض من أعرفهم شخصياً- بحكم طبيعة عملي الصحفي.. وتذكرت نظرات أبنائهم (أطفال) تملأ عيونهم الحيرة وأمهات تملأ قلوبهن الحسرة وزوجات فقدن الأمان في لحظة، ناهيك عن آباء عصرت ضلوعهم وكسرت ظهورهم (الفجأة).

ثم تذكرت بعضا من هؤلاء الشهداء وما كان في قلب وعقل كل واحد من رجولة وشهامة وتضحية وإصرار على المواجهة مهما كلفه هذا.. حتى لو كان الثمن هو الاستشهاد وترك الأحباب.

تذكرت رجالاً بحق هان عليهم شبابهم ودماؤهم وأبناؤهم وأمهاتهم، هان عليهم كل شيء عندما هانت مصر على إرهاب أسود لا يعرف إلا لغة الدم!

هان عليهم كل شيء.. حتى الحرمان من بنت صغيرة تتعلق في حضن أبيها.. تفرح.. تضحك.. تجري ممسكة بيد السند والحامي والحبيب.

هان عليهم كل شيء.. حتى الحرمان من ابن صغير كان يعبث وهو في صدر أبيه (بأزرار) بدلة ميري تركها له أبوه ورحل.. رحل ولن يأتي.

ترك بيته الصغير.. ودافع عن بيته الكبير.. دافع عنا جميعاً تركنا نستمتع بحضن أبنائنا وحرم أبناءه من حضنه!

أي كلمات تعبر عن هذه المعاني.. أي قلم يطاوعك في رصدها ووصفها.. أي حبر في الأرض كلها يساوي قطرة دم شهيد؟!

أعتقد أن ما فعله الشهداء من رجال الجيش والشرطة.. هو الايمان الحق (بالله) وليس ادعاءه كما يفعل بعض متديني هذا الزمان ويتاجرون به!

ولشهدائنا الأبرار أقول صدقتم ما وعدتم الله عليه. وعشتم رجالًا بحق ووصلتم إلى أعلى المراتب في السماء.

(وللنصابين) أقول ما هذه الحيلة الشيطانية التي  قمتم بها؟ وما شكل القلوب التي في صدوركم جعلتكم تحاولون النصب والحصول على أموال المجروحين المكلومين الأيتام أبناء الأبطال؟ وفيما ستصرفونها؟ وكيف؟ وهل أنتم رجال حقاً؟ وهل كان يستطيع أو حتى يجرؤ أي شبه رجل منكم أن يفعل هذه الفعلة في وجود البطل في بيته قبل استشهاده؟

من هؤلاء البشر؟ وماذا حدث في مصر؟ ولماذا؟ أعتقد أن ما حدث في مصر من تغير في سلوكيات وأخلاقيات ونفسيات بعض المصريين في حاجة ملحة لتحرك مراكز البحوث لرصد وتحليل ووضع حلول سريعة.

وفي النهاية أقول لأبناء الشهداء لا تخافوا فمصر مازال بها رجال مثل آبائكم قادرون على حمايتكم وقطع يد من يحاول المساس بكم، وأقول للشهداء هنيئاً لكم.. عشتم رجالًا ورحلتم أبطالًا ووصلتم لجنات النعيم بوعد الله سبحانه وتعالى.

فللدم رائحة.. ورائحة دم النصابين زفرة.. عفنة.. قذرة، ورائحة دمائكم عطرة تملأ نفوسنا بالفخر والعزة والشموخ وتملأ قلوبنا بالايمان بأن الرجولة مسئولية وعقل وقلب وتضحية وشرف.. لا يستحقه إلا أمثالكم.. وصدق الله العظيم القائل في محكم كتابه {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر}.