رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

الإنسان بطبيعته طماع، وكما يقولون :« ما يملاش عينيه إلا التراب»، والطمع يحلو ويزهزه لما يمتلك الإنسان سلطة أو منصبًا له جاهه ووجاهته وسلطاته، ويا جماله لما يكون هذا المنصب هو الرئاسة أو الملك، صحيح أن الملك لله وحده، لكن أغلب من يجلسون على كرسى الحكم لا يفكرون للحظة فى النزول عن الكرسى، أو التخلى عن الحكم، والجلوس فى الركن البعيد الهادئ.

صحيح أن أغلب دساتير البلدان تحدد مددًا بعينها للحاكم، وأن معظمها لا يتجاوز الفترتين، لكن هذا لا يمنع أبدا من أن يدفع بالبعض إلى اللعب فى الدستور، وحذف كلمة المدتين، وإذا كان فخامته يتمسح فى الديمقراطية يوعز إليهم بإضافة كلمة « مدد» بدلا منها، وقد تتضمن المادة كلمة الانتخابات الحرة الشفافة للمحافظة على الشكل الديمقراطى، وتقام الانتخابات وبقدرة قادر يفوز فخامته بنسبة لم يحصل عليها نبي من الأنبياء.

 أما إذا كان معاليه لا يؤمن سوى بذاته فلا يرضى أبدا بغير إضافة جملة «مدى الحياة»، وهنا يُكتب دستور جديد أو تحذف من مواده آلية التعيين وهى الانتخابات، ويظل فخامته راكبا مدى الحياة، وقد يتنازل قبل موته عن الحكم لأحد أبنائه رضى الله عنهم جميعا، وإذا كان عقيما يوصى بخليفة من بعده.

نقول هذا بمناسبة تفكير الحزب الشيوعى الصينى فى تعديل الدستور، وحذف كلمة « مدتين»، قيل والله أعلم إن الحزب (يماثل أعضاؤه عدد تعداد سكان مصر، حوالى 90 مليون عضو) اقترح حذف الجملة الخاصة بالمدد، وهى «الرئاسة تحدد بولايتين متعاقبتين»، مدة الولاية الواحدة خمس سنوات، وذلك لكى يسمح للرئيس «شى جين بينغ» بالبقاء فى منصبه إلى أن يتوفاه الله أو يصاب بالعجز لا قدر الله.

الطريف فى الأمر أن الرفيق «شى جين بينغ» سوف يتم الشهر الجارى عامه الـ 65 سنة، وبعون الله عندما ينهى فترته الثانية، وهى فترة إلزامية، سيتم الـ 70 سنة من عمره، حيث ستنتهى سنة 2023، أعطاكم الله وأعطانا العمر.

المؤكد أن الحكومة الصينية سوف تقوم بكل شفافية وديمقراطية بعرض التعديل على البرلمان، والمنطقى، مثل سائر أغلب البرلمانات الاشتراكية والعربية والإفريقية، أن يوافق الأعضاء بكل الحب والفخر والسعادة على التعديل، وهنا سوف يحرم المجلس الوطنى لنواب الشعب من حقه بانتخاب الرئيس ونائبه، وسيأتى عام 2023، إن كان لنا ولهم العمر، بعد انتهاء «شى جين بينغ» من فترته الثانية، دون أن نرى انتخابات رئاسية.

لا أخفى عليكم أننى أشعر بالقلق وأتوجس خيفة من انتقال عدوى الحزب الشيوعى الصينى إلى المنطقة، وتعيش الشعوب العربية تحت عباءة الزعيم الخالد، ونردد مع عسكرانى فى فيلم صاحب الجلالة جملته الشهيرة: «طويل العمر، يطول عمره، ويزهزه عصره، وينصره على من يعاديه.. هاى هئ»

[email protected]