رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

يبدو أن بريطانيا عندما سمحت لجماعة الإخوان الإرهابية بالإقامة على أراضيها، كان ذلك بمثابة الضوء الأخضر لتلك الجماعة لمواصلة نسج مؤامراتها ضد مصر والمصريين؛ حيث تقوم الجماعة وأذرعها الإعلامية المنتشرة فى أماكن عديدة بنشر الأكاذيب والشائعات لإثارة الفتن وزعزعة الاستقرار فى مصر. وليس مستغرباً من مثل هذه الجماعة القيام بأعمال كهذه، فهى جماعة مارقة تحركها أوجاع اللطمة الهائلة التى وجهها إليها الشعب المصرى حين أطاح بها من فوق كرسى الحكم ونبذها إلى الأبد جراء مواقفها العدائية والإجرامية تجاه المصريين. ولكن الأمر الغريب والمثير للحيرة أن تحظى هذه الجماعة وأعوانها بمساندة هيئات إعلامية دولية يفترض فيها الالتزام بالموضوعية والمهنية.

ومن بين هذه الهيئات هيئة الإذاعة البريطانية BBC التى تفاجئنا بين الحين والآخر بإذاعة بيانات كاذبة عن مصر، اعتماداً على معلومات مغلوطة تستمدها من أعوان الجماعة الإرهابية دون أن تخضعها للإجراءات المتعارف عليها وللمعايير المهنية التى كانت هى إحدى الهيئات التى أرست قواعدها ورسختها على مر السنين. فقد طالعتنا الهيئة البريطانية مؤخراً بتقرير لإحدى المراسلات استندت فيه إلى الادعاءات الباطلة التى ترددها الحملات الإخوانية المسعورة عن عمليات اختطاف قسرية يزعمون أنها تحدث فى مصر. وفى كل مرة يعلنون فيها معلومات عن الضحية المزعومة، يتكشف كذبهم وزيف ادعائهم. وفى هذه المرة أشاعوا اختفاء سيدة تدعى «زبيدة»، وجاء الادعاء على لسان أمها التى أكدت أنها حصلت على معلوماتها من بعض الجيران. وعليه نقلت الـBBC هذا الادعاء دون أن تبذل أى جهد لتأكيد هذه المعلومات من الجيران المزعومين. وكانت فضيحة الهيئة البريطانية مدويةً حين أذاعت فضائية ON-E المصرية لقاء مع السيدة «زبيدة» التى نفت تماماً رواية خطفها وحبسها، وأكدت أن مسألة اختفائها لا تعدو أمر خلاف بينها وبين أمها، وأنها الآن متزوجة ومستقرة فى بيتها، وقد رزقت بطفل لا يتجاوز عمره أسبوعين. وهكذا تحاك الأكاذيب وتصدر التقارير المفتراة والمفبركة بهدف واحد، وهو الإساءة إلى مصر وتشويه صورة النظام الحاكم فيها؛ خدمة للجماعة الإرهابية. وليست هذه المرة الأولى أو الوحيدة التى تقوم فيها الـBBC بنشر أخبار زائفة عن مصر. فقد سبق لهذه الهيئة أن أذاعت معلومات كاذبة أثناء واقعة الواحات البحرية التى استشهد فيها ستة عشر من رجال الشرطة الأبرار، ولكن تقرير الـBBC ادعى مقتل خمسين من رجال الشرطة. وقد تلاعبت القناة التى تدعى الموضوعية والنزاهة فى نقلها لنص البيانات الرسمية لوزارة الداخلية وتصريحات رسمية أخرى، بينها تصريح لرئيس الوزراء شريف إسماعيل بأن حرفت هذه التصريحات بصورة تنفى عن جماعة الإخوان صفة الإرهابية...  

إن استمرار الـBBC فى لعب هذا الدور المساند لجماعة إرهابية هو لعب بالنار. وهذه النار سوف تؤذى من يلعب بها أكثر من إيذاء أى طرف آخر. وإذا كانت الهيئة البريطانية تعتمد على رصيدها لدى جمهور المشاهدين والذى اكتسبته عبر سنين طويلة من العمل الجاد، فإننا نبشرها بفقد هذا الرصيد بسرعة كبيرة. فاكتساب المصداقية يتطلب عملاً دؤوباً من الالتزام بالموضوعية والنزاهة والصدق لفترة طويلة، ولكن فقد هذه المصداقية لا يتطلب أكثر من إذاعة الأكاذيب وانكشاف الأمر أمام المشاهدين. وهذا ما حدث مع الـ BBC ليس مرة واحدة ولكن مرات.