أتناول فى مقالى هذا عملية ربط بسيطة بين أحدث الأساليب فى التعليم والتدريب على مستوى العالم ألا وهى الربط بين استخدام التعلم الإلكترونى واستخدام الاستوديوهات التليفزيونية والإذاعية، وفى البداية وطبقاً لأحدث المراجع العلمية فإن التعلم الالكتروني هو أسلوب حديث من أساليب التعليم يتم فيه توظيف آليات الاتصال الحديثة من حاسب إلكترونى وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة ورسومات وآليات بحث ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواء عن بعد أو فى القاعة الدراسية ويمكن اعتبار التعليم الإلكتروني أسلوبًا من أساليب التعليم يعتمد على تقديم المحتوى التعليمي وإيصال المهارات والمفاهيم للمتعلم بناء على تقنيات المعلومات والاتصالات ووسائطهما المتعددة بشكل يتيح للطالب التفاعل النشيط مع المحتوى والمعلم والزملاء بصورة متزامنة أو غير متزامنة في الوقت والمكان والسرعة التي تناسب ظروف المتعلم وقدراته.
ومن خلال التعلم الإلكترونى يتم إدارة كافة الفعاليات العلمية والتعليمية ومتطلباتها بشكل إلكترونى من خلال الأنظمة الإلكترونية المتخصصة بمعنى استخدام التقنيات بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وبأقل جهد أما الاستوديو التليفزيونى هو ببساطة عبارة عن قاعة جدرانها وأرضيتها عازلة للصوت تدعمها عدة قاعات وغرف أخرى وتجهيزات تتعلق بتسجيل أو نقل الصوت والصورة لأى موضوع على أرض الاستوديو وتتفاوت أحجام ومساحات الاستوديوهات حسب الغرض منها والتقنية المستخدمة فيها كما تؤثر نوعية وحجم الاستوديو على خبرة وعدد عناصر الفريق العامل لتشغيله، وهذه المواصفات لابد من وجودها سواء كان استوديو يعتمد نظام التناظرية القديمة أو الأجهزة الرقمية الحديثة، وتعتبر الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى ومقرها مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة بمثابة وحدة التحكم الرئيسية للقمر الصناعى المصرى نايل سات 1و2 وبها العديد من استوديوهات الإنتاج التليفزيونى والسينمائى وبها مقرات وفروع للمحطات التليفزيونية والإذاعية المصرية والعربية والأجنبية.
كما ينتج فيها الكثير من الأعمال الفنية المصرية والعربية وفيما يتعلق بالعناصر السابقة، وعلى الصعيد المحلى افتتح رئيس جامعة عين شمس استوديو التعلم الإلكتروني بكلية الطب جامعة عين شمس والذي يعد بمثابة أول استوديو احترافي بالجامعات المصرية حيث إن الاستوديو يعتمد على الدمج بين التعلم الإلكترونى والتعليم التقليدى بما يساهم فى مواكبة التطور المستمر في التعليم الطبي في مصر، كما أن هذا الاستوديو يستخدم في تصوير المحاضرات والتدريب العملى والكشف الإكلينيكى والفحوصات الطبية مثل الأشعة التليفزيونية وغيرها، بالإضافة إلى دمج المواد المسجلة في المناهج الدراسية لطلبة البكالوريوس والدراسات العليا، وهذا الاستوديو يحظى بمواصفات خاصة من ناحية العزل وهو ما تم تصميمه وفقاً لأحدث المواصفات العالمية حيث تم عزل الحوائط والأرض والسقف لمنع الصوت من الوصول من جميع الاتجاهات وحصل هذا الاستوديو على اعتماد المركز القومي للبحوث بما يفيد بصلاحيته ودقة تنفيذه، كما أنه سيتم فيه تقديم المحتوى العلمي باستخدام الوسائط المتعددة مثل الصوت والصورة والنص والحركة عبر الوسائط الإلكترونية الحديثة مثل الحاسب الآلى والإنترنت بما يمنح الطالب نافذة تمكنه من الاطلاع المستمر والتفاعلى للمادة العلمية وبذلك يتجاوز قيود المكان والزمان ويمكن الطالب من استخدام المادة العلمية والاطلاع عليها بشكل مستمر.
وفى الختام أدعو جميع المؤسسات التعليمية فى مصر من جامعات ومعاهد وكليات وحتى المدارس الخاصة والدولية ذات الإمكانات البشرية والمادية لتطبيق هذه التجربة الرائعة وهى إنشاء استوديوهات تعليمية تربوية وإلكترونية حيث متعة التعليم والتعلم لكل المتعلمين والاستفادة من خبرات المتخصصين بمدينة الإنتاج الإعلامى المصرية.