رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أوراق مسافرة

الزمان: ساعات من كل أسبوع اختفت فيها أعين الرقابة وغاب الضمير، المكان: على الطريق الواصل بين كفر دوار السادات ومركز ومدينة بدر وقرية أم حبار خلف دير الراهبات بالمنوفية، وأيضًا بالقرب من محطة شرب منشأة النور، المشهد المتكرر: سيارات ضخمة محملة بنفايات مواد كيماوية خطيرة تفرغ حمولاتها فى حفر تم حفرها خصيصا لاستقبال تفاصيل هذه الجريمة، الحفر بعمق 15: 20 مترًا وتمتد على مساحة خمسة أفدنة، وفى سرعة وحنكة، يتم الأمر، وتهرع السيارات عائدة من حيث أتت، إلى مصنع كيماويات يمتلكه للأسف أحد أعضاء مجلس النواب الحاليين.

ويسكتمل سيناريو الشر الذى رسمته ونفذته أيادى سوداء لا يهمها إلا المكسب واكتناز المال على حساب الوطن وصحة المواطنين من سكان مركز السادات والمناطق المجاورة لها، إذ تتسلل النفايات السامة والقاتلة إلى المياه الجوفية، التى يسقى بها الزرع والحرث، وتتسلل إلى المياه التى يتم إعادة تحليتها وتنقيتها للاستهلاك الآدمى، فتتلوث بالتالى الزراعات والحيوانات، ويصاب الأهالى بأخطر الأمراض من سرطانات وفشل كلوى وفيروس الكبد الوبائى، وبالفعل تم رصد حالات مرضية بقرى الناحية.

ولأن الأهالى بسطاء، ولا يدركون حجم الكارثة الخطيرة التى يعيشونها بسبب ما تفعله شركة الكيماويات، والتى يسعى صاحبها لتوفير أمواله بإلقاء المخلفات المحظورة فى تلك المنطقة بدلاً من نقلها إلى المدافن المخصصة لهذه النفايات فى النوبارية والتى تبعد مسافة 50 كيلو فقط، ولكن لماذا يكلف النائب المحترم نفسه وينقل نفاياته إلى المقابر المخصصة لها ليقى الناس البسطاء شر أياديه السوداء، ولأن الله يرسل دوماً للبسطاء الغافلين من يدافع عنهم، فقد أرسل نفرا من العالمين ببواطن الأمور المدركين بعلمهم أبعاد الكارثة، وأرسل هؤلاء «فاكسا» إلى الوحدة المحلية لمركز السادات، وإلى محافظ المنوفية.

وفى 6 يناير الماضى، تحركت لجنة خماسية مشكلة من مساعد رئيس المركز ممدوح على عبدالعزيز، الدكتور أحمد بكر وكيل أول شئون البيئة بديوان عام المحافظة، وعبدالحميد نبوى من إدارة شئون البيئة بديوان المحافظة، الدكتور محمد عطوة مدير الإدارة الطبية بالسادات، ومحمد إبراهيم الزناتى مدير إدارة البيئة بالمركز، وانتقلت اللجنة إلى المقبرة غير القانونية للنفايات القاتلة، وتأكد بالفعل وجود النفايات السامة والمواد الكيماوية القابلة للاشتعال على مساحة خمسة كيلو متر، وقال تقرير اللجنة إن هذه المواد تؤدى لتلوث المياه الجوفية وتلف الزراعات القريبة، والإضرار بالصحة العامة للمواطنين بسبب قربها من محطة مياه شرب بمنشأة النور، وأدلى شهود عيان من ملاك الأراضى الزراعية المتضررة برقم إحدى السيارات التى تنقل النفايات إلى المكان بالمخالفة وتحمل رقم « 2568 م ق ب، وتم الحصول على نتائج تحاليل المياه الجوفية بتلك المنطقة من إدارة الشئون الصحية بالسادات، وأوصت اللجنة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة طبقًا لقانون البيئة رقم 4 لسنة 94 والمعدل بقانون 9 لسنة 2009 بشأن حماية البيئة من التلوث وتم تحرير محضر بالواقعة، ومنذ هذا الحين لم يحدث أى تغيير، لا تزال السيارات تنقل النفايات القاتلة وتلقيها فى نفس المكان، ويبدو أن عضو مجلس النواب قد ضرب بكل المحاذير والقوانين عرض الحائط متمتعًا ومتحصنًا بنفوذه وسلطته.

ولدى نسخة أصلية من محضر اللجنة الخماسية لمن يهمه الأمر وانتظر معكم الضرب بيد من حديد على الأيادى السوداء التى تهدم الوطن وتدمر صحة الشعب... وللحديث بقية.

 

[email protected] com