عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

 

أليس غريبًا أن كل واحد فينا تقريبًا.. معه صبيان وبنات.. ومع كل ذلك فما إن يأتى أحد لخطبة البنت.. حتى يتحول الأب إلى «دراكولا» مصاص الدماء.. فيتفنن فى استنزاف قوى العريس الغلبان.. وتتحول المسألة إلى حلبة ملاكمة.. يكون فيها العريس الغلبان أشبه بالفنان على الكسار.. فى فيلمه الشهير «سلفنى 3 جنيه».. عندما دخل بالخطأ فى حلبة مصارعة.. ليواجه المصارع الشهير محمود فرج.. فى معركة غير متكافئة بالمرة!!

فما إن يفتح العريس فمه بالعبارة التقليدية.. أنا يا عمى طالب القرب منك!! حتى تنفتح عليه أبواب الجحيم.. وهنا تبدأ مباراة الملاكمة.. التى يفتتحها والد العروس بالسؤال تلو الآخر.. مرتبك كام.. عندك شقة.. معاك فلوس للعفش.. تقدر تشترى شبكة محترمة.. تقدر تعمل فرح فى مكان راقى!!

كلها ضربات يتلقاها العريس الغلبان.. ويبدأ فى الترنح مع كل سؤال.. بل قل كل لكمة يتلقاها من والد العروس.. حتى تأتى للضربة القاضية وهى «قايمة العفش»!!

ليسقط العريس صريعا على حلبة الملاكمة.. متوجعا من الألم من كل انحاء جسمه.. فإذا ما لملم العريس جراحه.. ونجا من المذبحة الحياتية الشرسة!! يبدأ المسكين حياته بـ«الأقساط» فى كل شيء.. وأى شىء!!

فهذا قسط الشقة.. وهذا قسط العفش.. وهذا مبلغ شهرى للجمعية.. التى دخل فيها مع زملاء العمل.. لدفع مقدمات العفش.. أو ثمن للعفش!!

كلها اعباء وهموم.. تنوء عن حملها الجبال.. فيبدأ العروسان حياتهم.. وروحهم فى مناخيرهم كما يقولون.. وكل واحد  لا يستطيع تحمل غضب الآخر.. أو انفلات أعصابه.. أو حتى فلتات لسانه.. أو حتى يستطيع أى منهم التقاط انفاسه.. فيفرغ همومه فى الطرف الآخر.. فتنشأ المشاكل.. وتشتعل الصراعات.. ويتحول البيت الهادئ من عش العصفورة.. إلى قطعة من الجحيم.. فلا يكون أمامهم لفض الاشتباك الا المأذون.. ووقوع الطلاق بالثلاثة!!

لذلك نجد أن نسبة الطلاق فى مصر.. من أعلى نسب الطلاق فى العالم كله.. وخصوصًا فى العام الأول للزواج.. وكلها تتم بسبب ضغوط الحياة.. ومستلزمات الزواج.. والتى تتحول إلى سياط.. تلهب ظهر العريس الشاب!

والغريب فى الأمر أن كل واحد فينا تقريبًا.. معه بنين وبنات.. يعنى باختصار كل ما ستفعله فى زوج ابنتك.. الشاب الغلبان سيفعل هو نفسه مع ابنك الشاب.. وستحترق بنار القهر وانت تتابع ابنك.. وهو يكاد يتمزق من الألم والقهر.. من تحكمات والد عروسه.. ودخوله هو الآخر حلبة المصارعة.. مع منافس جبار فى معركة غير متكافئة بالمرة!!

يعنى باختصار، كما تدين تدان.. وكما تفعل مع ابنى المتقدم للزواج من ابنتك.. سأفعل مثله تمامًا.. مع ابنك المتقدم للزواج من ابنتى!!

فإذا راعيت الله.. واتقيته فى ابنى الشاب.. الغلبان المقدم على الحياة.. سأفعل أنا الأمر نفسه مع ابنك.. يعنى من لا يَرحم.. لا يُرحم.. مش كده وﻻ إيه؟!