عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

 

 

تلك الحقيقة التى يتوقف عندها كل شىء ويجرد من كل شىء حتى اسمه.. وفي السكون تأتى الكلمات صامتة.. كثير منا لا يفهمها ولا يحاول حتى الفهم.. وكلنا حسب عقيدته يترجم.. إلا أن الميت يعلم بعد أن كشف أمامه كل شىء.. وتسير الحياة دون أن تتوقف عند أحد مهما كانت أهميته عند الناس وأكثرهم أثراً.. وحتى نفهم الموت علينا أولاً أن نفهم الحياة.. أتأمل تلك السرعة التى مرت بها حياتى وكأنه حلم سريع فى النهاية ولم أجد تفسيرًا سوى أننا فى الحياة مثل أصحاب الكهف ومهما طال العمر فهو لحظات ودقائق لا بركة فيها.. فى الإسلام ينقطع عمل ابن آدم إلا من ثلاث، والحديث للرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، رواه مسلم»، إذا فهى فرصة.. ولكن تبقى فرصة أخرى بعد الموت فى الحديث قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مَيِّتٍ تُصَلِّي عَلَيْهِ أمَّةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِائَةً، كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَهُ، إِلا شُفِّعُوا فِيهِ». أخرجه مسلم.. إذا صلاة الجنازة ربما تكون فرصة أخرى ولكن يظل هناك تفسير بأنها مقدمات ومظاهر صلاح أو غيره لما هو مكتوب جنة أم نار.. وفى المسيحية الصلاة على الميت لا تفيد الميت، ومراسيم الدفن هى وسيلة لكى يتذكر الناس الأحياء أنهم ليسوا باقين هنا إلى الأبد.. ويظل الموت هو الحقيقة وأنه بداية عالم جديد ترجمة لما فعلته فى تلك الحياة القصيرة.. نتيجة الاختبار.

أما عن مشاهد الموت فلا أجد أيضاً تفسيرًا للصمت والسكون وقلة الحيلة.. ولماذا لم تعد تتحرك قلوبنا من سفك الدماء.. هل تحجرت بعد أن تعودنا مشاهد الدماء على الشاشات وسالت دماؤنا فى كل بقاع الأرض.. فى المساجد يجلس المصلون وكأن على رؤوسهم الطير يستمعون إلى الموعظة وحديث ما بين الجنة والنار وربما تتساقط الدموع لحظات عند تذكر الموت وعقب الخروج ينسى الجميع، ينطلقون إلى معركة الحياة.. كلنا نعلم أننا سنموت وكلنا يدفن غيره دون لحظة تفكير فى أنه ربما يكون من يدفن بعد لحظات.