عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

 

 

 

يكتبون فيكذبون. لصوص كلمات. بعضهم يسرق عصير رأسك، فنك، وإبداعك، وجهدك بأعصاب باردة، ووقاحة مُستفزة.

فى بلد لا يعتنى حق العناية بحقوق الملكية الفكرية يُستباح الإبداع. تُختطف الكلمات، وتُسرق الأفكار، وتُنقل النصوص كما هى «كوبى بيست» ليُغيّر اسم الصائغ أو يُنسب الكلام لآخر أكثر شهرة أو أعلى ضجيجاً.

قبل أيام هالنى أن أجد مقالاً كاملاً لى بنفس عنوانه على إحدى المدونات العربية وعليه اسم زميل آخر. لا إشارة لى أو حتى للصحيفة التى نشرت المقال. قبله بشهور كتبت فى بداية مقال لى النص التالى: «الشعراء لا يموتون. يُذبحون، ويصلبون، وتُقطع أرجلهم وأيديهم من خلاف وينفون من الأرض لكنهم أحياء»، وفوجئت بزميل لص ينقل نفس العبارة كما هى فى افتتاحية مقاله دون أى اعتبار لقائلها.

حقوق الملكية الفكرية فى مصر مُستباحة. يشكو لى مبدعون صغار سطوَ أسماء رنانة على ما يبدعون دون حامٍ أو رادع. وحتى الكبار يتعرضون للنهب ليل نهار فى ظل فوضى التكنولوجيا وغياب الجزاء. العبقرى الراحل جلال عامر سُرق إبداعه ونشره كُتاب عرب هُنا وهناك بأسمائهم دون حياء. فرج فودة ما زالت مقالاته تتعرض للسرقة والنقل دون إشارة له رغم أنه دفع حياته ثمنًا لتلك المقالات. مُصطفى أمين لم يسلم هو الآخر من نقل مقالاته وهو على قيد الحياة من كاتب مُدعٍ يبحث عن الشهرة ولا يستحى أن يُتهم باللصوصية.

آخرون سُرقت أعمالهم باحتراف، فغُيرت عبارات، وبُدلت أسماء فمر الأمر مرور الكرام فى ظل مُجتمع نصف قارئ، عُشر مُثقف.

فى بلاد العالم المُتحضر فإن حماية الملكية الفكرية حق مُقدس، مبدأ أخلاقى أصيل، ثابت من ثوابت الدولة والمجتمع. فى المؤسسات الإعلامية لا نقل لموسيقى شائعة فى الفضاء الإلكترونى دون استئذان صاحبها. لا نشر لصورة متداولة دون دفع لمَن يمتلك حقها. إنهم حتى لا يكررون أفكاراً طرحها مفكرون دون إشارة لهم ودون موافقة منهم فى بعض الأحيان. هُناك مبادئ الأخلاق لا تتجزأ، والقوانين حازمة، وتنفيذها شامل، ولا يقبل اللف والدوران.

إن كثيراً من الدول العربية سارت بُخطى جيدة فى إقرار حقوق الملكية الفكرية، فسنّت تشريعات، وفعلّت أنظمة، وردت حقوق، ودفعت المُجتمع إلى احترام إبداع المُبدعين وحمايته من السرقة والاقتباس.

فى المملكة العربية السعودية مثلاً قبل أيام صدر حُكم قضائى بتعويض ورثة الدكتور عبدالرحمن باشا بمبلغ 30 ألف ريال بسبب قيام الداعية السعودى عائض القرنى بتقديم وعرض كتاب «صور من حياة الصحابة» الذى نشرته دار الأدب الإسلامى لـ«باشا» دون إشارة للمؤلف، كما ألزمت المحكمة الشيخ القرنى بدفع 120 ألف ريال لدار النشر.

فى بلادى، صنابير الفوضى تسكب جرائمها فى كُل رُكن. ورحم الله جلال عامر الذى كتب يوماً: «الفساد عم البلاد، وخالها كمان».

والله أعلم.

 

 

[email protected] com