رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

   هل تعتبر كلام مصر عن التهديدات الخارجية حقيقة أم فزاعة داخلية؟.. وهل تحرك الجيش على المحاور الاستراتيجية ضرورة، أم حالة ملل بسبب حالة الفراغ؟.. هل مناورة القوات البحرية فى المتوسط كانت مطلوبة أم تضييعًا للوقت؟.. وأخيراً هل شراء مصر للسلاح فى الفترة الماضية كان مهماً أم أنه ترف لا حاجة إليه؟.. هذه الأسئلة الصعبة إجابتها ليست سهلة أبداً.

أولاً تستطيع أن تتابع بنفسك ملف العلاقات القبرصية التركية، لتصل إلى إجابة فى هذا الأمر.. فلعلك تابعت الاستفزاز التركى لقبرص فى البحر المتوسط.. ولعلك عرفت أن البوارج التركية منعت شركة إينى من التنقيب فى المتوسط للبحث عن الغاز فى المياه الإقليمية لقبرص.. ولعلك تابعت الأنباء التى تقول إن قبرص قدمت احتجاجاً رسمياً للأمم المتحدة ضد الانتهاكات التركية.

وبالتالى يمكنك الآن الإجابة عن الأسئلة المصرية.. إن كان التهديد الخارجى فزاعة أم حقيقة؟.. وفى الحقيقة أن الاستفزاز التركى ليس لقبرص فقط، ولكنه كان لمصر أيضاً.. وبالتالى فحالة التعبئة التى قام بها الجيش كانت رسالة قوية جداً فهمتها قيادة تركيا.. وأعتقد أن الذين قالوا إنها فزاعة إنما يرددون كلام الإخوان.. ومن يقول إنها «مناورة» لا يعرف أنها حرب حقيقية.

مصر لم تكن تنتظر لتقدم شكوى للأمم المتحدة، كما قدمت قبرص.. فقد دعا رئيس قبرص المجتمع الدولى لوضع حد للاستفزازات التركية.. ولكن مصر تصرفت بالطريقة الملائمة لتحمى سيادتها فحركت جيشها وقامت بتعبئة قواتها.. وأرسلت رسائلها القوية فى هذا الشأن.. وليس هذا هو التهديد الوحيد.. فقد تحرشت تركيا بنا جنوباً وتحرشت بنا من قبل فى المحافل الدولية.

ودعونا الآن نتفق أن مصر لم تكن تشترى السلاح فى وقت سابق، لأنها تريد أن تضيع فلوسها فى زمن ليس فيه حروب.. فمن قال إن النزاعات الدولية انتهت؟.. ومن قال إن الحروب خلصت؟.. لا تعرف ماذا يحاك لك شرقاً أو غرباً؟.. ثانياً لابد من وجود سلاح للردع وإلا تجد نفسك فى حالة حرب.. حينما يكون لك مخالب لن يقترب منك أحد.. وهكذا كان الحال مع تركيا بلا حرب.

ولولا أن تركيا تعرف قيمة ومكانة جيش مصر العظيم.. الإنسان قبل السلاح.. ربما كان من السهل عليها منع شركة إينى من التنقيب عن الغاز فى المياه الإقليمية لمصر.. وربما استولت مباشرة على حقول الغاز.. هذه هى الحكاية.. لكل ذلك كان لابد من شراء السلاح ليحمى السلام، ويحمى التنمية أيضاً.. لذلك نقول لجيشنا العظيم شكراً.. لولاه كنا فى ظروف حرب أو فوضى!

أخيراً، هناك أمور لا ينبغى الكلام فيها بلا علم.. ليس لأن الكلام ممنوع.. وليس لأن هناك من يصادر على الحق فى التعبير.. ولكن لأن الكلام فى الأمن القومى لا ينبغى أن يكون لأى أحد.. خاصة على فيس بوك وتويتر.. وهناك أمور لا يمكن أن تكشف عنها الدولة، ومنها الحرب بالطبع!