رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

م.. الآخر

ربما من يقرأ هذا المقال يعتقد أننى خيالى، ولا أعيش الواقع، ومعظمنا يُفكر بطريقة سلبية، وهذه هى النفس اللوامة، فإذا طلبك مديرك لاجتماع أول ما تفكر فيه أن هناك كارثة، وما يدور فى ذهنك كل شىء سلبى، رغم أن اللقاء ربما يكون فيه كل الخير لك. ومعظمنا لديه قوة سلبية تستطيع أن تدمر حياته، وحياة المحيطين به، ولم نفكر مرة فى أن يكون بداخلنا طاقة إيجابية تسعدنا وتسعد من حولنا.

ودعانى الأستاذ محمد عبدالظاهر، رئيس تحرير المكتب التنفيذى لحكومة دبى، إلى لقاء فى جامعة زايد بأبوظبى، من سلسلة لقاءات تنظمها وزارة السعادة الإماراتية لكل موظفيها ومن يعيش على أرض الدولة، لزرع ثقافة السعادة والإيجابية فى كل مناحى الحياة اليومية، تلك المستوحاة من فكر وكتاب «تأملات فى السعادة والإيجابية» هذا الكتاب الذى كتبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، بهدف صناعة الأمل والسعادة، ونقل التجربة بما يسهم فى التنمية المستدامة التى تقوم على السعادة والإيجابية، وتحويل القوى السلبية لدى الجميع إلى قوة إيجابية تصنع المستحيل، وقد تُرجم لعشرات اللغات حول العالم.

تحدث الدكتور خليفة السويدى، مقدم برنامج خطوة، وعضو هيئة التدريس بكلية التربية جامعة الإمارات، عن العلاقة بين الإيجابية والسعادة، وكيف يمكن للإنسان السيطرة على انفعالاته وطاقته السلبية بتطبيق معادلة (مثير ثم تفكير ثم استجابة)، بأن يدرب الإنسان نفسه على التفكير أولًا قبل الاستجابة، وأن يتعلم مفاتيح السعادة بأن يحب نفسه، ويعترف بنقصه، ويرتب بيته من الداخل، ويعبر عن شعوره بالألم، وتكون نفسه متسامحة، وبالرضا والأفعال السعيدة مثل الصدقة والزكاة والصلاة وصلة الأرحام. واستمد الإعلامى اقتباسات من كتاب «تأملات فى السعادة والإيجابية» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولمَ لا وقد كانت لخبراته وروحه الإيجابية دور رئيسي فى تحول دبى من صحراء إلى أهم مقصد سياحى عالمى جذب العام الماضى ما يقرب من 16 مليون سائح. ولا يستطيع مقال واحد أن يعرض ما فى الكتاب من قوة إيجابية دافعة لكل العرب والإنسانية، ويجيب عن تساؤلات منها: كيفية تحويل صحراء الإمارات لوجهة سياحية؟.. وكيفية قيادة مسيرة حكومية غير مسبوقة عربياً وعالمياً؟.. وكيفية التعامل مع الاختلاف الفكرى بين الشعوب؟.. وماذا يقترح على الحكومات والشعوب العربية لمعالجة التراجع الحضارى والاقتصادى والفكرى؟

ويقول سموه «لعل ما تمر به منطقتنا العربية من نزاعات سياسية وصراعات مذهبية ودينية وتراجعات اقتصادية وتحولات اجتماعية يجعل الحديث عن مفهوم الإيجابية كأحد الحلول التنموية» و«أقول لإخوانى العرب: لمَ لا نجرب أن نغير نظرتنا لبعض الأمور، ونتحلى بقليل من الإيجابية فى تعاملنا مع التحديات التى تواجهنا، ونُبقى قليلاً من التفاؤل تستطيع الأجيال الجديدة أن تعيش عليه وأن تحقق ذاتها من خلاله؟».

فالكتاب عبارة على فلسفة واقعية وتأملات من أرض الواقع من أجل إسعاد الشعوب. ولمَ لا وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد له مقولة ترن فى أذن من يسمعها وهى: «أكبر نجاح لأى قائد ليس صناعة الإنجازات، بل صناعة الإنسان»، فكن إيجابياً وسعيداً.

[email protected]