عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علشانك يا مصر

ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى، من أن مصر «جابت جون»، وأكد عليه أكثر من مرة أن مصر حققت انتصارًا كبيرًا، وأن ما تفعله الآن القوات المسلحة على ثلاثة محاور: الأرض والجو والبحر يعدًا حربًا شرسة ضد جماعة الظلام، وأكد فى كلامه أن مصر ستظل عصية أبية على كل من تسول له نفسه، ويتصور أنه يستطيع أن يحتل شبرًا من أرض المحروسة فهو واهم.

أعود إلى «جون الرئيس»، إن ما حدث فى شرق المتوسط من اكتشافات للغاز تسبب فى اشتعال المنطقة وخاصة بعد انتاج حقول ظهر وأتول والنورس، ويعد حقل ظهر أكبر اكتشاف فى البحر الأبيض، وأثار هذه الاكتشافات حفيظة الجانب التركى والإسرائيلى على حد سواء مما جعل رئيس وزراء إسرائيل يعلن فى عنجهية مفرطة أن إسرائيل حصلت على عقد تصدير غاز إلى مصر بمبلغ 15 مليار دولار على مدار 10 سنوات، واستغل بعض الناشطين على «فيسبوك» هذا التصريح «الغشيم» ورددوا كيف تنتج مصر الغاز ثم تستورد من إسرائيل غازًا بهذا المبلغ الضخم، ونظرًا لأن الشامتين والجاحدين يمولون من جماعة الإرهاب فاستغلوا هذا الكلام المردود عليه.

صحيح أن إسرائيل عقدت صفقة بـ15 مليار دولار على مدار 10 سنوات قادمة مع القطاع الخاص المصرى بعيدًا عن الدولة والحكومة، ولكى نؤكد للكافة أن مصر اصبحت محورًا رئيسيًا فى تصدير الغاز المسال، ففى خلال الشهور القادمة سيتم استيراد صفقات أخرى من لبنان وقبرص واليونان، فقد قررت مصر طبقًا لما قاله اللواء حسنين صلاح أن تتحول لأكبر مركز اقليمى لتصدير الغاز لأوروبا وافريقيا لتتفوق على قطر وتنافس الغاز الروسى فى أوروبا.. فمصر هى الدولة الوحيدة بين إسرائيل وقبرص واليونان ولبنان وشمال افريقيا التى تمتلك البنية الاساسية التى يمكن من خلالها إسالة الغاز قبل تصديره.. وبالتالى فكل الاكتشافات الجديدة بشرق البحر المتوسط ستأتى إلى مصر لإسالتها قبل تصديرها.

الآن جن جنون تركيا.. فأمريكا وبريطانيا كانتا قد وعداها بأن كل هذا الغاز سيكون من نصيبها لو ساعدهما فى تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد.. ولكن سقطت كل المخططات بواسطة مصر.. ولذلك أردوغان لا يحب مصر ولا الرئيس السيسى الذى تسبب فى إفشال كل مؤامراتهم والمعروف أن تركيا ممنوعة من التنقيب عن البترول والغاز حتى عام 2023 طبقا لاتفاقية أبرمت بينها وبين بريطانيا وأوروبا بعد الحرب العالمية وإسقاط الدولة العثمانية.. ولذك كل ما قامت به هو محاولات للاعتراض على اتفاقية ترسيم الحدود بين قبرص ومصر وإسرائيل والتى تمكنت بمقتضاها مصر وباقى الدول من التنقيب عن الغاز.

وعندما حاولت تركيا اعتراض أحد حفارات شركة إينى الايطالية بجانب السواحل القبرصية فوجئت بامتلاء سماء ومياه البحر المتوسط بطائرات وبوارج حربية مصرية مسلحة ومستعدة للتعامل فى أى لحظة بدون تردد.

بريطانيا انضمت للدول المؤيدة لمصر من خلال شركة بى بى البريطانية وأعلنت عن انتهائها من العمل بحقل أتول المصرى للغاز قبل الموعد المقرر بـ6 شهور.. لتتلاقى مصالحها مع مصر بالرغم من ان مصر هى التي افشلت كل مخططاتها وجعلتها على شفا حفرة من الانهيار الاقتصادى بعد الخروج من الاتحاد الأوروبى.

أمريكا قرأت الأحداث ووجدت أن ما يتم فى مصر سيغير المعادلات الأمنية والاقتصادية بالمنطقة.. فغيرت استراتيجيتها بسرعة تجاه مصر بشكل كبير، وكان عربون المحبة مليار دولار كمساعدات لمصر فى حربها ضد الارهاب الذى كان بالأساس صناعة أمريكية بريطانية لإنهاك مصر وانهيارها

 الخلاصة.. كلهم تعاونوا ضد مصر.. وكلهم سيساعدونها الآن رغما عن أنفهم.

 فأمريكا التى كانت ترغب فى تدمير مصر.. ستساعد مصر رغما عنها، وروسيا لن تنسى الجميل لمصر بإحضارها ودعمها عربيا فى سوريا للحفاظ على خط الغاز الخاص بها من الانهيار وهو ما كان سيتسبب فى انهيار روسيا اقتصاديا.

- أوروبا وبريطانيا ستساعد مصر رغما عنها لان مصر اصبحت تمتلك مفاتيح بقائها على قيد الحياة بالغاز المصرى والبترول الليبى.

كلهم يعلمون أن مصر ستصبح أكبر كيان اقتصادى بالمنطقة.. وأن كل قوانين ومعادلات القوة ستتغير.. وستصبح مصر محور العالم.. وأن القطار خرج مسرعا لمساره الذى لا رجعة فيه.. وهم الآن يحاولون جميعا اللحاق بالقطار السريع وحجز مقاعد لهم فيه.. قبل فوات الأوان.

[email protected]