رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

 

 

رغم مرور أكثر من عام على تولى ترامب مقاليد الحكم، إلا أن الصعود المفاجئ له، ودور اللوبى الإسرائيلى فى السياسة الأمريكية، والحرب على الإرهاب؛ ستظل بمثابة المفتاح ثلاثى الأبعاد لمعرفة ما يحدث فى العالم!. بالطبع لم يأخذ المحللون والصحفيون المهتمون بالانتخابات الأمريكية إعلان «ترامب» عزمه الترشح للرئاسة على محمل الجد، وأصبح لمدة طويلة مادة للسخرية على شعره ، ولون بشرته وزيجاته المتعددة. وتحولت السخرية إلى حقيقة مزعجة وكابوس وحلت الكارثة وأصبح الرجل الأقوى فى العالم.

وفى الواقع أن الأسباب التى حولت «ترامب» من مزحة ثقيلة إلى حقيقة، رغم الأخطاء الفادحة التى وقع بها والتى كانت كفيلة بإخراجه ذليلاً من السباق الانتخابى عديدة، ومنها طلبه منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه خرج منها بدون خدوش؛ ووصفه بوش بالكاذب الذى خدع الأمريكيين وقادهم لحرب العراق، وعندما هاجمه بابا الفاتيكان بأنه «غير المسيحى لأنه يفكر ببناء الجدران وليس الجسور». قال «ترامب» ساخراً إن بناء الجدران ستحمى الفاتيكان من داعش الذى يخطط لاستهدافه؛ لقد كان «ترامب» مدركاً أن شعبيته ستكبر بغض النظر عن سلوكه وتصريحاته.

وفى الحقيقة أنه رغم عدم امتلاكه رؤية نظرية سياسية محددة وبرنامجاً اقتصادياً واضحاً، إلا أن أشياء أخرى هى ما جذبت الناخبين له؛ ومنها ظهوره بمظهر المقاتل الشجاع الذى لا يواجه فقط المؤسسة الديمقراطية، بل أيضاً الجمهورية التقليدية. إلى جانب تقديمه نفسه بصورة رجل الأعمال اللامع المعادى بشكل فطرى للمؤسسات البيروقراطية، والذى يمول حملته بنفسه، والقادر على إعادة «أمريكا عظيمة مجدداً» كما هو شعار حملته. واستغل «ترامب» مهاراته الإعلامية عبر البرامج الشهيرة التى قدمها واستطاع أن يتصل مع الجماهير بشكل عفوى وبسيط على عكس الساسة الآخرين الذين يشعرون الناس بضآلة حجمهم ومستوى ذكائهم المحدود. عفوية «ترامب» وتعبيره عن مشاعره المتخلفة دون تحفظ أو تردد جعل الآخرين يشعرون أنهم قريبون منه، بسيط وصريح بلا أقنعة يحترف الساسة تبديلها. وأيضاً «ترامب» شعبوى ويخاطب الغرائز واستغل الانقسام السياسى داخل المجتمع الأمريكى ليحقق طموحه الخطير.

وفى الحقيقة أن حالة الإحباط والقلق بشأن مخاطر الكوارث المنتظرة فاقت آمال الناخبين الأمريكيين خلال انتخابات العام 2016 مع صعود شعبوية دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية، وهذا يشير إلى حقيقة لا مجال للشك فيها هى أن المجتمع الأمريكى يتعرض للانهيار.

أما اللوبى الإسرائيلى فتحكمه بالسياسة الأمريكية الخارجية فى الشرق الأوسط معروف، فاليهود نسبتهم لا تتجاوز 3% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، لكن إحصائيات ودراسات لنفوذهم تتحدث عن أن أكثر من 20% من من أساتذة الجامعات الكبرى فى أمريكا هم من اليهود، وحوالى 50% من أفضل 200 مثقف فى أمريكا وحوالى 60% من كتاب ومنتجى أفضل وأقوى الأفلام والمسلسلات الأمريكية هم أيضًا من اليهود، ناهيك عن الصحف والمجلات والقنوات الفضائية وكبرى شركات النفط والسلاح، وذلك وفق اثنين من الكتاب اليهود المعروفين، وهما سيمور ليبست وإيرل راب، فى كتابهما «اليهود والحال الأمريكى الجديد»، المنشور عام 1995، لذلك فعندما تتوافق أهداف اللوبى مع المصالح الاقتصادية والاستراتيجية الملموسة، فإنها بالعموم تجد طريقها إلى التحقق. مثل ما يجرى فى فلسطين من قتل وتدمير وتهجير، فقضية مثل القضية الفلسطينية قليلة الأهمية بالنسبة إلى المؤسسات والشركات العملاقة المسيطرة فى الولايات المتحدة، والدعم الأكبر لممارسات إسرائيل وأفعالها.

أما إشكالية الحرب على الإرهاب التى بدأت مع حكم الرئيس رونالد ريجان، وتحولت إلى الإسلاموفوبيا وحرب صليبية مع الرئيس جورج دبليو بوش، فكانت نتائجها فظيعة على أمريكا الوسطى، وأفريقيا الجنوبية، والشرق الأوسط؛ إلى جانب العدوان المباشر من أمريكا بداية 2001 الذى دمر مناطق كثيرة، واتخذ الإرهاب صوراً جديدة، وأخذت المطرقة تضرب ضربة بعد أخرى، أفغانستان، العراق، ليبيا، سوريا، وغيرها؛ مع اعتماد بوش على القوة العسكرية التى أثبت أنها كارثية للعالم؛ تلك الأبعاد الثلاثة هى حقيقة ما يحدث فى العالم.