رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بوقاحة تندر إلا عمن تربوا فى الشوارع  وأزقة الحوارى ،علقت الصهيونية «نيك هايلى» السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، على خطاب الرئيس الفلسطينى محمود عباس أمام مجلس الأمن  الثلاثاء الماضى، الذى عرض فيه خطة للسلام ،وطالب بتجميد القرار الذى يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ووقف نقل السفارة الأمريكية إليها مخاطبة أبو مازن بالقول: ..ليس عليك أن تمدح قرارانا، ولا حتى أن تقبل به، ولكن عليك أن تعرف أن هذا القرار لن يتغير. ولم تتوقف غطرسة السفيرة الأمريكية التى باتت تمثل اسرائيل أكثر من مندوبها فى الهيئة الدولية، عند هذا المستوى من الردح والتشليق وتزوير الحقائق ، بل تجاوزته بتوجيه النقد لمجلس الأمن لعقده لقاءات شهرية لمناقشة القضية الفلسطينية قائلة: هذه الجلسة حول الشرق الأوسط تحدث كل شهر منذ عدة سنوات، وتركيزها الرئيسى منصب على أكثر الدول الديمقراطية فى الشرق الوسط وهى اسرائيل. وكانت «أكثر الدول ديمقراطية» تجدد اعتقال الصبية الصغيرة عهد التميمى، وتحتجزها فى حبس انفرادى، وتؤجل محاكمتها بتهمة صفع جندى اسرائيلى وركل آخر، وتمنع الصحفيين من حضور المحاكمة، اثناء ما كانت السفيرة الصهيونية   تتغنى بديمقراطيتها دون خجل أو حياء، بعد  أن انسحب أبومازن من الجلسة  لكى لا يستمع إلى فحيح حديثها هى والمندوب الإسرائيلى!

وفى خطابه أمام مجلس الأمن وضع أبومازن  خطة للتسوية مع الطرف الإسرائيلى، تنطوى على الدعوة لعقد مؤتمر دولى للسلام  فى منتصف العام الحالى، بمشاركة دولية واسعة، تضم الأطراف الإقليمية والدولية  الفاعلة  استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية  الممثلة فى قرارات مجلس الأمن 242و338و194والقرار الخاص بوقف الاستيطان  رقم2334 ومبادرة السلام العربية، على أن ينتهى بالتوجه لمجلس الأمن لقبول دولة فلسطين عضوا كاملا فى الأمم المتحدة، وتبادل الاعتراف بين دولة  فلسطين  وعاصمتها القدس الشرقية ودولة إسرائيل طبقا لحدود يونيو 1967. كما تتضمن الخطة  دعوة لتشكيل آلية دولية  متعددة الأطراف ترعى المفاوضات بين الجانبين لحسم قضايا الوضع الدائم طبقا لاتفاق أوسلو، مع وضع جدول زمنى محدد للتفاوض. وعند التوصل لاتفاق سلام بين الفسلطينيين والإسرائيليين يمكن عقد اتفاق إقليمى طبقا لمبادرة السلام العربية تتبادل فيه الدول العربية الاعتراف بإسرائيل مقابل عودة الأرض المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية.

خطة الرئيس محمود عباس واضحة المعالم، وتسعى إلى تحالف دولى  متعدد الأطراف يضم روسيا والصين والهند والدول الأوروربية، برعاية المجتمع الدولى وهيئة الأمم المتحدة، ورفض العودة لمائدة التفاوض برعاية أمريكية، وهى آلية أبقت التفاوض من أجل التفاوض هدفا على مدار أكثر من ربع قرن، ابتلعت فيه اسرائيل معظم الأراضى الفلسطينية باستمرار سياسة الاستيطان، وبرفض فكرة الدولتين، ثم انتهى  بمنحها مكافأة عن ذلك بالاعتراف بالقدس عاصمة لها والإعداد لنقل السفارة الأمريكية إليها!

بعد أسابيع قليلة، وبالتحديد فى أواخر شهر مارس، تعقد فى العاصمة السعودية الرياض القمة العربية التاسعة والعشرون، ومن المعروف أن مبادرة السلام العربية كانت اقتراحا من العاهل السعودى الراحل الملك عبد الله  فى قمة بيروت 2002 حين كان وليا للعهد، وهى تعد جوهر المبادرة التى يطرحها الرئيس الفلسطينى، مع اضافة مظلة دولية متعددة الأطراف ترعى مفاوضات الحل النهائى، بعد أن فقد الطرف الأمريكى أهليته أن يكون وسيطا  محايدا، بانحيازه المخزى لإسرائيل. وتراجع دوره فى المنطقة.

فهل تحدث المعجزة ويتفق قادة  الدول العربية فى تلك القمة على دعم خطة الرئيس الفلسطينى محمود عباس، ادراكا منهم أن وحدة ارادتهم السياسية باتت شرطا ضروريا لإحراز أى تقدم مقبول فى هذا الملف الحيوى  بوجه خاص، وقضايا المنطقة بشكل عام، وانطلاقا من فهم يضع فى اعتباره تغير الظروف المحلية والإقليمية والدولية التى أصبحت تحيط بهم، ولم تعد واشنطن القوة الوحيدة المؤثرة فيها، وتغدو فيها المراهنة على دور للولايات المتحدة يدعم أى مصالح فى المنطقة غير إسرائيل هو من قبيل حرث فى مياه المحيطات؟!