عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى ظل الحرب يعيش المجتمع  حالة من «الأزمة» وعلى الإعلام أن يتناغم مع هذه الحالة ما يعنى أن الرسالة الإعلامية يجب أن تطوع لخدمة العمليات الحربية، بعبارة أخرى فى العموم تعتبر الجبهة الداخلية ظهيراً مسانداً للقوات المسلحة، وعلى وجه الخصوص يصبح الإعلام سلاحاً مؤثراً - لو أحسن استخدامه - لاحتشاد الرأى العام، ولا سيما فى الحرب على الإرهاب، وكلنا يعلم أن العدو فى الحروب التقليدية محدد ومعروف ويتم التعامل معه وفق قواعد الاشتباك العادية، ولكن الإرهابيين يعتبرون هدفاً معادياً غير معروف الهوية وغير محدد المكان ويتطلب تعاملاً من نوع خاص يعتمد على المعلومات بالدرجة الأولى ومن ثم يفرض هذا الوضع تعاملاً مهنياً معيناً من قبل صانعى ومقدمى ومنتجى المواد الإعلامية وفى مقدمتها  فورمات «الأخبار» و«الدراما وبرامج «التوك شو» و«الفترات المفتوحة».

ونجد نشرات الأخبار والبرامج الإخبارية فى حالة الأزمة دائماً أكثر المواد الإعلامية مشاهدة لأن الأخبار توفر المعلومات من مصادرها وإن عملية الربط المستمر بين الجمهور وتطورات الأحداث الجارية  تصبح الوظيفة الأساسية التى يجب أن يحافظ عليها متخذ القرار فى غرفة تحرير الأخبار وفق المعايير الدولية لنقل الخبر، والتى تتلخص فى أربعة معايير أن يكون الحدث جديداً وغير عادى وكبيراً ومثيراً ويهم كل الناس وترتفع مصداقية الوسيلة الإعلامية كلما كان النقل مباشراً ومواكباً لتطورات الحدث إذن لا يمكن أن تدور معارك مع الإرهابيين هنا أو هناك ولا تقدم خدمة إخبارية عالية الأداء متزامنة مع الحدث وبالشكل الذى يخدم العمليات، حيث تتحول نشرات الأخبار فى وقت الحرب إلى فترات مفتوحة  تقدم المعلومة أولاً بأول ويجرى استضافة خبراء ومحللين لتحليلها ومدعومة بالصوت والصورة.

ولهذا من الضرورى أن يتم إعداد مجموعة من المذيعين والمذيعات ممن لديهم دراية بالثقافة السياسية والعامة والقدرة على ملء الهواء ومحاورة الخبراء الذين يجب أن يحسن اختيارهم.

ويصبح قطع الهواء كلما جاءت معلومات جديدة أمراً عادياً للمسئول عن الأخبار مع توظيف دائم للشاشة بتقسيمها كلما تعددت مصادر المعلومات المصورة وفى ظل عدم وجود جديد تخضع الخريطة البرامجية للحالة العامة، فمثلاً لا تقدم مواد إعلامية  تتناقض مع هذه الحالة ومن الأمثلة التى تذكر فى هذا المقام إذاعة مسرحية «مدرسة المشاغبين» وقت وقوع أحداث 18 و19 يناير عام 1977 أو تثبيت كاميرا على كوبرى أكتوبر خلال الـ18 يوما الشهيرة بعد اندلاع أحداث ثورة 25 يناير 2011.

ويلتزم المسئول دائماً عند اتخاذ أى قرار إعلامى بمراعاة اعتبارات «الأمن القومى» فى كل ما يقدم عبر الإذاعة والتليفزيون وهو إجراء معروف ومتبع فى وسائل إعلام الدولة، ولهذا أحياناً تأخير إذاعة خبر ما يتفق مع هذه الاعتبارات وعلى الجميع الالتزام بذلك، ولهذا من الأهمية بمكان أن يتم التنسيق فى هذا الشأن بين كل الخدمات الإخبارية.

فى حالة الحرب على الإرهاب من غير مقبول أن تقدم  وسائل الإعلام برامج أقل ما يقال عنها إنها غير جادة لأن هذا يعد استخفافاً بعقلية الجمهور وغير مناسبة للمزاج العام!