عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

المشكلة الحقيقية فى الموت أنه يأتيك فجأة، يأخذك من وسط أهلك، وأولادك، وأقاربك، وأصدقائك، وجيرانك، ومشاغلك، ويومياتك، وحياتك، تؤخذ وحدك من بين عزوتك، لا تعرف توقيته، ولا كيفيته، فى ثوانٍ تقع أو تميل، ينادون عليك، يتحسسونك، يحاولون سماع دقات قلبك، يستشعرون أنفاسك، جسدك أصبح مثل لوح الثلج، لا حياة، ولا حركة، البقاء لله، مات.

هذه الحقيقة نعرفها جميعا، لكننا نواجهها بشكل مباشر عندما نشيع قريبا أو صديقا أو جارا، عندما نشاهد الجثمان ينزل إلى القبر وينهال عليه التراب، ويترك وحده فى الظلام، الآن أصبح وجها لوجه مع العدم أو مع الوجود الآخر الموازى أو المضاد لوجودنا، الآن أصبح فى مواجهة كل الموروثات الدينية والفقهية والشعبية التى كان يصدق بعضها وينكر بعضها الآخر، ربما خلال هذه الساعة أو عقب انتقاله مباشرة من الوجود إلى العدم أو إلى الوجود الآخر، ربما قد يعرف حقيقة بعض ما كان يسمعه ويقرأه، وبعض ما نشأ وتربى عليه، وحقيقة ما ورثه من الأجيال عبر مئات السنين.

البعض يعتقد أنها بداية المراجعة والمحاسبة، وبداية التطهير من الخطايا، اختلفوا حول تسمية المكان، القبر، البرزخ، المطهر، بحر سوف، الجسر، الكارما، مع اختلاف التسمية فهو المكان الذى يدخله الإنسان حسب كل ديانة بعد موته، فهو مرحلة تسبق البعث، لا أحد يعرف فترتها الزمنية، قد تمتد إلى يوم البعث، وقد تكون للحظات أو أيام معدودة.

فى الاسلام قيل إنها تقع فى القبر، وقيل فى البرزخ، والبعض توقع مراجعة ومحاسبة، المؤمن الملتزم قد يرى مقعده من الجنة، والمؤمن المذنب قد تطوله عقوبة مخففة، والكافر سوف يعذب وينكل به.

فى اليهودية يمكن تخفيف ووقف العقوبة فى القبر للمؤمن إذا كانت خطاياه قليلة، وعملية التخفيف يتحمل مسئوليتها أقارب وأصدقاء الميت، أن يدعوا ويصلوا ويقدموا ذبيحة من أجله، بعد أن ينال نصيبه من العقاب المخفف يصعد إلى الله.

فى المسيحية المؤمن يدخل ما يسمى، فى الكاثوليكية، بالمطهر ليتم تطهيره من الخطايا البسيطة التى وقع فيها، وذلك قبل دخوله فى شراكة مع الله، قريبا من المطهر يرى أتباع الصابئة أن الإنسان بعد الموت يدخل بحر سوف، إذا كانت خطاياه قليلة سيعبر البحر ويصعد إلى عالم النور طاهرا من كل خطاياه، وإذا كانت كثيرة سوف يغرق وينزل عالم الظلام حيث العذاب، الشىء نفسه فى الطاوية الصينية، يعبر المؤمن الجسر إلى المحاكمة، وفى الهندوسية يؤمنون بالتناسخ، والأمر يتوقف على حجم خطاياه، إذا كان خطاياه قليلة وخفيفة تعود روحه فى جسد بشرى آخر، وإذا كانت كثيرة تعود فى شكل حيوان أو نبات أو جماد.

معظم الذين يتبعون الديانات يتعشمون فى رحمة الله، ويرون انه لا عقاب فى القبر أو البرزخ أو المطهر أو بحر سوف أو غيرها، وأن الله غفور رحيم، وسوف يشمل جميع المؤمنين برحمته ومغفرته، وانه سبحانه سوف يدخل جميع من آمنوا به إلى جنته، ولن يعذبهم على خطاياهم، وأن النار سيدخلها فقط من رفضوه وأنكروه، قولوا يا رب.

[email protected]