عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعودت الاسرة المصرية مع بداية العام الدراسى كل عام علي أن تعلن حالة الطوارىء فى البيوت وتنقطع تماما عن العالم الخارجى وتدخل مكرهة سجنا انفراديا لاشاغل ولاهم لها فيه الا الاولاد. ومذاكرة الاولاد..ومتطلبات الاولاد.. وامتحانات الشهر وتتلو الاسرة  على الاولاد قواعد السجن الانفرادى وأهمها بطبيعة الحال عدد من اللاءات منها لا للعب فى الشارع..لا للنادى.. لا للتليفزيون.. لاللزيارات الاسرية من وإلى «لا..لا..لا».

واعتاد الطفل المصرى من الحضانة الى الجامعة أن يجد نفسه فى سباق هدفه الوحيد هو الوصول الى أفضل ترتيب فى الفصل والحصول على أعلى مجموع فى المدرسة ثم أعلى تقدير فى الجامعة وهذا المسمى يطلق عليه» روح المنافسة».ووسط هذا السباق المحموم وروح المنافسة وحالة الطوارىء الاجبارية كان طبيعيا أن ينكب أطفالنا على مكاتبهم منذ لحظة وصولهم من المدارس ومعهم طبعا الأم أو الاب أو المدرس الخصوصى وأحيانا الثلاثة بالتناوب حتى تسقط رؤوسهم على المكاتب من فرط الاعياء فيرفعوا الراية ويخلدوا للنوم ويستمر الحال بأولادنا على هذا المنوال حتى يصلوا الى سنة الحسم فى المرحلة الثانوية فتدور رحى المعركة الكبرى حيث ترتفع حالة الاستعداد والتأهب الى الدرجة القصوى وتعلن حالة الطوارىء الخاصة جدا .

عام  كامل يستمر الانقطاع عن العالم الخارجى فلا مجال للانشغال بأى شىء آخر فى هذه الحياة الا الحفظ والصم والدروس الخصوصية رايح جاى من بعد صلاة الفجر حتى أنصاص الليالى وتبادل أوراق الدروس بالاضافة الى برامج التليفزيون التعليمية والنماذج سواء «الناجح» أو »الفائز» أو »الاول» أو »الاخير» أو..أو.. وتنتهى المعركة بالوصول الى الجامعة ومن المدرسة الى الجامعة ياقلب لاتحزن نفس السيناريو يتكرر فسياسة التعليم واحدة والحال كما هو عليه لاحق ولا وقت  لالتقاط الانفاس ..لا حق ولا وقت للانشغال  باى شىء آخر فى هذه الحياة الجامعية مع نظام الفصل الدراسى الواحد الذى يجعل الطلاب لايفيقون من الامتحانات وتوابعها فهناك نص السنة وآخر السنة وعملى ونظرى هذا بخلاف التقدير العام التراكمى والذى  يتطلب بالضرورة مجهودا مستمرا لا أنقطاع فيه للحفاظ على تقدير السنة النهائية.

 وتنتهى المعركة بعد هذا الماراثون الطويل ويحصل الاولاد على الشهادات وبأعلى التقديرات ليجدوا مصيرهم الوقوف على النواصى فى الشوارع والحارات فى انتظار قطار التعيين الذى يترك محطات أولاد الغلابة ويقف فى محطات أولاد الاكابر والذوات وأبناء العاملين وأقارب المسئولين بصرف النظر عن التخصصات والتقديرات فابن الكبير كبير وابن الوز عوام ويابخت أصحاب الوساطة والمحسوبية وأبناء القيادات فى مصر وعلى أولادنا الصبر وعدم اليأس ولايفقدون الامل فى الغد ثم تمر السنون تلو السنين وينسى هؤلاء الخريجون أنهم حصلوا على مؤهلات بعد أن ينسوا علمهم الذى تعلموه فى المدارس والجامعات ويتخطوا سن الثلاثين ويصبحوا فى عرف الحكومة ليس لهم حق التعيين او التقديم فى المسابقات وهذا هو حال التعليم فى بلدنا الذى يتسابق أولادنا فيه فى الحصول على الشهادات.

[email protected]